kayhan.ir

رمز الخبر: 9528
تأريخ النشر : 2014November01 - 20:54

الحوثيون وتعيين مسار الثورة !!

مهدي منصوري

بعد ان تمكن ابناء انصار الله من الحوثيين من تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات على المجموعات التكفيرية التي مولتها السعودية من اجل اشعال حرب اهلية تراق فيها دماء ابناء اليمن ارضاء لنزوات الاعداء وان لا يتحقق في هذا البلد الاستقرار .

والحوثيون الذين ادركوا خطورة هذه اللعبة لذلك بادروا الى تحفيز ابناء الشعب اليمني وكل مكوناته ان يتخدوا من الشارع خير وسيلة لاطفاء نار الفتنة القادمة، وقد كان لهم ذلك من خلال صمودهم واصرارهم على محاربة التكفيريين وطردهم من مواقعهم وتشتيت شملهم، وكذلك ممارسة الضغط على الحكومة لان تحقق مندرجات الاتفاق الوطني من خلال تشكيل حكومة وطنية تشترك فيها كل هذه المكونات.

وقد تمكن ابناء اليمن الغيارى ومن خلال الحرب على هاتين الجبهتين ان يكسروا شوكة الارهابيين وبصورة اثارت حفيظة الداعمين من بعض الدول والمجموعات الارهابية بحيث قاموا باثارة الشبهات وتحفيز الرأي العام اليمني من ان الذي يحدث هو حرب على السنة كما قيل من قبل وفي نفس الموضوع في العراق من اجل اشعال نار الفتنة الطائفية لتحرق الاخضر واليابس في هذا البلد. الا ان وعي اليمنيين وادراكهم لخطورة هذا الامر لم ينساقوا وراء هذه الدعايات المغرضة والتحموا في مطاردة القاعدة وفلولها وقد كان لهم ذلك.

وبقيت المسألة الاخرى والتي تحظى بالاهمية القصوى الا وهي مشكلة ادارة شؤون البلد والتي بقيت متأرجحة منذ عزل صالح ولهذه اللحظة مما اتضح وخلال فترة العامين الماضيين ان الرئيس اليمني هادي لا يملك الارادة في اتخاذ القرار بل انه لازال رهينا لارادة الاخرين من من الخليجيين وغيرهم ولذلك فانه لازال يستخدم اسلوب اللف والدوران والتسويف بحيث فتح الابواب نحو وضع سياسي مقلق لليمنيين . ولذلك فان ابناء الشعب اليمني ومن خلال تظاهراتهم السلمية واعتصابهم في صنعاء تمكنوا ان يفرضوا على هادي ان يغير رئيس الوزراء والمجئ باخر جديد حظي بالقبول من جميع الاطراف والمكونات السياسية اليمنية، الا انه وقد مضى اكثر من اسبوعين على تعيين رئيس الوزراء الجديد ولم ير اليمنيون بارقة امل في تشكيل الحكومة ولذلك بسبب الضغوط التي يمارسها الحزب الحاكم لكي تأتي الحكومة وحسب السياقات السابقة.

وبناء على المعطيات السابقة فان الحوثيين بادروا الى اقامة لقاء تشاوري حضرته شخصيات اجتماعية وسياسية ومن كل مكونات المجتمع من اجل العمل على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية وكذلك الاسراع بتشكيل الحكومة وقد نوقشت في هذا اللقاء ايضا قضايا تتعلق بالجنوب والشمال وايجاد مخرج وحل لجميع مشاكل البلاد.

وقد واجه هذا اللقاء التشاوري هجوما عنيفا من قبل ازلام النظام وكذلك بعض الاوساط المرتبطة بدول خليجية مجاورة بحيث ارسلوا رسائل الخوف والتحذير من ان الحوثيين ومن خلال هذا المؤتمر يريدون الامساك بزمام الحكم لوحدهم في اليمن من اجل اثارة الرأي العام اليمني ضد الحوثيين . الا ان الاهداف الواضحة والصريحة والتي اعلنت بعد المؤتمر التشاوري من قبل الحوثيين اكدت زيف هذه الادعاءات وبطلانها مؤكدين ومن خلال بيانهم الختامي انهم يريدون تحقيق الاستقرار لهذا البلد من خلال الاسراع بتشكيل الحكومة والتي ينبغي ان تضم جميع الاطراف، وقد اظهر الحوثيون ومن خلال مبادرات اثبتتت فشل هذه الادعاءات المغرضة ومن طرف واحد بتسليم بعض المقار الى الجيش والقوات الحكومية ليحبطوا كل المحاولات التي تريد تشويه مسيرتهم السلمية في تحقيق اهداف الثورة اليمنية.