الإعلام الوقح
منيب السائح
من الممكن فهم حقد وضغينة الاعلام القطري على حزب الله في لبنان ، او على الحوثيين في اليمن ، او على الثورة المظلومة في البحرين ، او على المكون الشيعي في الحكومة العراقية ، او على النظام في سوريا ، أو على أهالي المناطق الشرقية من السعودية ، او على النظام الاسلامي في ايران ،
فهو حقد سببه طائفي مهما حاول هذا الاعلام عقلنة هذا الحقد، ولكن ان يستهدف هذا الاعلام الجيش اللبناني ويحرض ضده بشكل علني ومكشوف ، فهو امر يستحق الوقوف أمامه قليلا.
المتتبع لخطاب وسائل الاعلام المملوكة لقطر في المنطقة واوروبا والعالم ، وخاصة تعامل هذا الاعلام مع التهديدات التي يتعرض لها لبنان من قبل التنظيمات التكفيرية وفي مقدمتها "داعش” و "النصرة” ، يشعر ان هذا الاعلام تحول الى منبر إعلامي كبير لهذه الزمر التكفيرية ، بل ان هذا الاعلام تحول الى اكبر محرض على الجيش اللبناني ومن اهم عوامل الشحن الطائفي والديني والقومي في لبنان.
الى الامس القريب كان هذا الاعلام يدفن رأسه بالرمال ، ويرفض كل ما يقال عن وجود تنظيمات تكفيرية ارهابية في سورية ، وقد حول الجيش السوري بشخطة قلم الى مجموعة من الشبيحة والمرتزقة والطائفيين الذين يذبحون الثوار والشعب السوري !!، وقلب حقيقة ما جرى في سوريا وما يجري الان رأسا على عقب ، ومازال يتحاشى ذكر "داعش” او "النصرة” ويفضل تسميتهم ب”المتطرفين” و "المسلحين” و "المعارضة” و "الثوار” ، و كنا نتفهم هذا المنطق المعوج للاعلام القطري، ولكن حقيقة هذا الاعلام بدت اكثر وضوحا عندما أخذ ومنذ فترة على عاتقه مهمة ضرب الجيش اللبناني وإضعافه وإظهاره بمظهر لا يليق به بالمرة وتكذيبه كل الحقائق على الارض وفي مقدمته تركيبة وطبيعة هذا الجيش.
في الوقت الذي يتعرض له الجيش اللبناني لهجمات ارهابية تشنها زمر تكفيرية من امثال "داعش” و”النصرة” ، وسقوط المئات من الشهداء والجرحى له في هذه الهجمات الغادرة ، ، نرى الاعلام القطري يستكثر حتى على اللبنانيين ان يقفوا خلف جيشهم ، الذي يعتبر حصنهم الاخير في مواجهة القوى الظلامية والتكفيرية الطائفية ، حيث اخذ هذا الاعلام يعيد ذات السيناريو الذي طبقه في سوريا والمتمثل باعداد لوائح "سوداء” باسماء النخب والفنانين السوريين الذين رفضوا الهجمة التكفيرية التي تشن على بلادهم واعلنوا تاييدهم لجيشهم في التصدي لقوى الظلام القادمة من وراء الحدود ، حيث أخذ هذا الاعلام يتهجم على كل الفنانيين اللبنانيين الذي يعلنون دعمهم لجيشهم في معركته ضد قوى التكفير والظلام في شمال لبنان ، في محاولة لاسكات كل صوت يمكن أن يؤثر ايجابا على معنويات الجيش اللبناني ، الذي أريد له ان يترك وحيدا في الساحة.
وفي تعليق لاحدى الصحف ، التي اشترتها قطر والصادرة في لندن ، حول مواجهة الجيش اللبناني ل”داعش” و "النصرة” في طرابلس ، تستهزئ الصحيفة بالفنانين اللبنانيين ، لانهم تجرأوا واعلنوا دعمهم لجيش بلدهم ، وتذكرهم بالاسم، وتقول :”كان ينقصنا مبارزة زجلية لبنانية عنيفة للشاعرين الشعبيين زغلول الدامور وطليع حمدان تمجد الجيش وتندد بالإرهابيين والتكفيريين حتى تكتمل فصول التكاذب المهول الذي يحيط بفجائعية المشهد اللبناني”.
ما تقصده الصحيفة المملوكة لقطر بفجائعية المشهد اللبناني ، هو استهداف الجيش اللبناني للتكفيرين والارهابيين في مخيم نهر البارد وكذلك مسلحي "داعش” والنصرة” في لبنان ، الا ان الصحيفة لا تشير بالاسم الى الارهابيين بل تصفهم ب "المستضعفين” ، الذين وقعوا تحت رحمة الجيش اللبناني.
لم تتوان الصحيفة في ان تكشف عن نواياها التحريضية والطائفية وبشكل صادم ضد الجيش وهي تقول: "الضحيّة الحالية الآن هي النازحين السوريين الهاربين من بطش نظام دمشق، وبيئتهم السنّية اللبنانية الحاضنة، وخصوصاً في البقاع وطرابلس”، هذه الجمل الخيانية تؤكد ان الهدف ليس الدفاع عن النازحين السوريين ، بل اشعال فتنة عمياء طحياء تحرق الاخضر واليابس في هذا البلد وفي مقدمته الجيش اللبناني ، خدمة لاسياد اسياد مالكي الصحيفة ، والا اي متابع له ذرة من شرف يعلم علم اليقين ان الجيش اللبناني الى جانب حزب الله لم ولن يستهدفا النازحين السوريين او اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، بل العكس تماما ان المستهدف الاول والاخير من قبل المجموعات التكفيرية في لبنان ، هما الجيش وحزب الله ، لانهما افشلا مخططات هؤلاء الارهابيين في تفجير لبنان من الداخل كما فجروا في سوريا.
والا اليس من الانصاف، اذا كانت هذه الصحيفة العوراء ، تتحرى الحقيقة والدفاع عن المستضعفين ، ان تشير بالاسم الى العصابات التكفيرية التي تمولها قطر والسعودية في سوريا ولبنان امثال "داعش” و "جبهة النصرة” ؟، اليس من الانصاف ان تشير الى جريمة ذبح الجنود اللبنانيين على يد هؤلاء المجرمين ؟، هل هؤلاء المجرمون هم الشعب السوري ام الشعب الفلسطيني ؟، لماذا كل هذا الكذب الوقح؟.
وقاحة هذا الاعلام وصلت الى درجة يحاول يائسا ان يضع ابطال حزب الله ، الذين اذلوا وقهروا "جيش اسرائيل الذي لا يقهر” و رفعوا راس العرب والمسلمين عاليا ، في كفة واحدة مع ذباحي "داعش” وآكلي الاكباد من "النصرة” ، ويطالب الجيش اللبناني لمواجهة ابطال حزب الله كما يواجه مجرمي "داعش” و "النصرة” ، الذين يصفهم هذا الاعلام الوقح ب”المستضعفين السنة”!!.
اخيرا ، مهما حاول هذا الاعلام ان ينفخ بفيروسات "داعش” و”النصرة” واظهارهم على انهم من اهل السنة ، فلن يقتنع احد بهذا المسعى الخياني ، وليس هناك من دليل على فشل هذا الاعلام ووصوله الى طريق مسدود ، اكبر من هجومه على الفنانين اللبنانيين الذين ذكرتهم الصحيفة بالاسم ، ومنهم من اهل السنة والمسيحيين وغيرهم من اللبنانيين ، الذين ادركوا خطر "داعش” و "النصرة” وادركوا انهم ليسوا سنة بل هم من اكبر الاخطار التي تهدد السنة في لبنان ، وادركوا اهمية جيشهم والمسؤولية التي يتحملها للدفاع عن الشعب اللبناني بكل طوائفه ، كما ادركوا اهمية المقاومة الاسلامية المتمثلة بحزب الله ، والتي تحولت الى شوكة في عيون التكفيريين والطائفيين والحاقدين ، كما ادركوا مدى وقاحة الاعلام الخليجي وفي مقدمته الاعلام القطري.