kayhan.ir

رمز الخبر: 92190
تأريخ النشر : 2019March18 - 21:03

ما شغل العالم في العام المنصرم


شهد العام الايراني الحالي 1397 الذي نطوي ايامه الاخيرة سلسلة احداث وتطورات هامة تركت بصماتها على الساحتين الاقليمية والدولية ومنها الساحة الايرانية وكان ابرزها انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي للايقاع بايران لكنه حدث العكس تماما حيث احرجت اميركا وبرهنت من خلال خطوتها الحمقاء ان اميركا دولة غير جديرة بالثقة، ولا تلتزم لا بالمواثيق الدولية ولا بمعاهداتها ولا يمكن الاعتماد عليها وهذا ما برهنته لاحقا في التعامل مع كوريا الشمالية.

الرئيس ترامب تصور واهما انه يستطيع ما عجز عنه اسلافه تسجيل نقطة على ايران لاخضاعها وفرض الشروط عليها لكن ايران بصمودها قيادة وشعبا فوتت الفرصة عليه واستطاعت امتصاص ضربة العقوبات الجديدة وتكيفت معها واثبتت لاعدائها وفي المقدمة اميركا من انهم اصغر من ان ينالوا من ارادة الشعب الايراني او يحققوا اهدافهم لان ايران قلعة محصنة لايمكن اختراقها. وقد اثبتت مرة اخرى انها قادرة وبعزم لا يلين تبديل التهديدات والضغوط والعقوبات الى فرص تستطيع من خلالها تحقيق المزيد من التقدم في جميع المجالات ومنها ما حصل مؤخرا في الصناعات العسكرية والنفطية والغازية حيث استطاعت ايران افتتاح اربعة مراحل جديدة في حقل بارس الغازي وكذلك تسجيل زيادة نوعية في انتاج البنزين من 52 مليون ليتر يوميا الى اكثر من مائة مليون ليتر وسيصدر الفائض منه قريبا الى الخارج.

اما زيارة الرئيس روحاني التاريخية الى العراق هو الحدث الابرز الآخر لما انجزه من تفاهمات واتفاقيات وقعت بين البلدين حيث من المقرر ان يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 20 مليار دولار.

اما زيارة النصر التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد الى طهران كانت هي الاخرى من اهم الاحداث التي شهدتها المنطقة والتي عجزت الدوائر الاستكبارية ومخابراتها الجهنمية من كشفها حيث قدم شرك لايران قيادة وشعبا وعاد الى بلاده سالماً غانماً وهم في غفلة عنها.

هذا ما يتعلق بايران اما ما يتعلق بالمنطقة فكان اللافت والاهم هو انتصار حزب الله وحلفائه في الانتخابات التشريعية وتصدر المشهد اللبناني بعد ان حاول اعداءه الايقاع به وهزيمته. ومن اهم الاحداث ايضا عودة بعض العرب المتآمرين الى سورية من الذين راهنوا على اسقاط الرئيس الاسد خائبين يجرون وراءهم ذيول الخيبة والخسران ولا ننسى بهذه العجالة ان نشير الى العمليات البطولية للمقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني وآخرها وليس الاخيرة عملية "سلفيت" الجريئة والشجاعة التي وصفت بعملية توجيه البوصلة وتصحيح المسار.

اما على الساحة العالمية كان الابرز فيها انبثاق حركة "الستر الصفراء" في فرنسا حيث باتت تهدد النظام الرأسمالي في الغرب لدعوتها للمجتمعات الغربية للتحرك من اجل اقرار العدالة وتخليصها من بشاعة الرأسمالية.

اما القضية الفنزويلية هي الاخرى لفتت انظار العالم حيث اخترع الغرب وفي المقدمة اميركا الغاشمة بدعة جديدة للتدخل في شؤون الدول المستقلة واسقاط حكوماتها من خلال ايجاد خلايا فوضوية خارجة عن القانون لتنفيذ مآربها وهذا ما شهدناه في هذا البلد لكن وعى القيادة والشعب الفنزويلين اسقط هذه المؤامرة الخبيثة التي هدفها الهيمنة على هذا البلد ونهب ثرواته.

لكن ما كان مؤلما وصادما ومفجعا للعالم وخاصة الاسلامي في هذه الايام هو العملية الارهابية البشعة التي نفذها المجرم الاسترالي "تارانت" في نيوزيلندا والتي استشهد فيها 52 مسلما. انها مجزرة رهيبة لم يتحمل المجرم ومن رافقه مسؤوليتها وحدهم فقط لانهم خريجو مدرسة الغرب الارهابية الذين يروجون ليل نهار للاسلامبوفوبيا وعلى راسهم الرئيس ترامب والكيان الصهيوني وقد كشفت التقارير ان المجرم الجاني كان مؤخرا في مهمة لم يكشف عنها في فلسطين المحتلة. لكن على الغرب وحكوماته اليائسة واميركا بالذات والكيان الصهيوني ان يعوا خطورة الموقف ليتراجعوا عن مواقفهم المعادية للاسلام والمسلمين وان يعالجوا تداعيات هذه الجريمة البشعة فورا والا سيدفعون ثمنا باهضا يعجزون حتى عن تقديراته.