الغرب ومسؤولية العمل الارهابي بنيوزيلندا
ما تعرض له مسجدين في منطقة كرايست تشيرش في نيوزيلندا من اعتداء ارهابي آثم سقط فيه حوالى الخمسين شهيدا شكل صدمة للمسلمين وسبب جرحا عميقا لا يلتئم الا بالقضاء على الارهاب وبتره وازالة كافة العوامل التي تغذي التطرف والعنصرية والكراهية وهذا لا يتحقق الا بجهد جماعي ومسؤول من قبل جميع دول العالم ومؤسساته الانسانية والحقوقية التي تقع على عاتقها مسؤولية نشر ثقافة التسامح وتقبل الآخر وهذا ما وصى به الامام علي بن ابي طالب قبل اكثر من 14 قرنا واليه على مصر مالك الاشتر في المساواة بين الناس حيث قال "اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق" وهذه هي معاني الانسانية الحقيقية التي يجب ان تقتدي به اليوم البشرية لتعيش اجواء الامن والاستقرار.
لكن ما حدث أمس الجمعة من مجزرة مروعة ضد المصلين هو حدث مأساوي وبربري ادمى قلوب المسلمين واذا لم توضع نهاية لمثل هذه العمليات الارهابية الاجرامية قد تفتح الباب لا سمح الله على مسلسل طويل من العمليات الانتقامية التي تهدد حياة البشرية جمعاء وتدفع السلام العالمي الى حافة الانهيار. واذا ما ارادت دول العالم ومؤسساته وخاصة العالم الغربي واميركا في الواجهة ان يخلوا العالم من العمليات الارهابية تماما وان تعيد النظر في سياساتها ومواقفها من الاسلام والمسلمين وتمتنع عن التحريض والتشويه ضدهم وان مرد الهجوم الارهابي الذي قام به بعض المتطرفين في نيوزيلندا يعود اساسا لسياسات الغرب المعادية للاسلام والتي تروج تحت مسمى "الاسلاموفوبيا" لذلك ينبغي وقف النفاق الغربي المفضوح الذي يؤطر له في اسلوب دعائي ومزيف باسم "حرية التعبير" وهذا امر مرفوض جملة وتفصيلا .
ولا شك ان سياسة الكراهية ضد الاسلام والمسلمين التي تغذيها اميركا ويتبناها اليوم الرئيس ترامب هي العامل الاساس وراء نشر ثقافة التطرف والعنصرية ووقوع مثل هذه العمليات الارهابية والدامية التي تحصد ارواح المدنيين الابرياء ولا ننسى ان نشير ان المنفذ هو يميني متطرف ومن اصول استرالية اذعن بانه من حماة ترامب والمتأثرين بسياساته وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه بان ساسة الغرب هم من يتحملوا مسؤولية مثل هذه العمليات الارهابية والاجرامية التي تطال ارواح الناس واذا اما تفحصنا قليلا في تاريخ الارهاب ومساره ومصدره فان الاصابع الغربية والاميركية بالذات واضحة فيه تماما وان من وضع لبنة "القاعدة" هي معروفة للجميع ومن ثم طالبان في المدارس الباكستانية باشراف اميركي بريطاني وباموال سعودية ومن ثم لاحقا داعش التي اعترفت هيلاري كلينتون بانها واوباما كانا وراء صناعتها والافضع من ذلك اعترافات محمد بن سلمان لـ "نيويورك تايمز" بان الغرب اراد منا الترويج للوهابية.
واذا ما اراد العالم اجتثاث غدة الارهاب الخبيثة والدموية فعليه التصدي لثقافة الكراهية والنزعة العنصرية والتطرف التي يروج لها في الغرب وان ينشر بدل ذلك ثقافة التسامح والكرامة الانسانية وتقبل الآخر.