kayhan.ir

رمز الخبر: 91958
تأريخ النشر : 2019March15 - 21:21

التصعيد لن ينقذ نتنياهو


مهدي منصوري

استهداف غزة بالغاوات الجوية الصهيونية الكثيفة بزعم انطلاق صاروخين من القطاع عليها لم يكن شيئا مستغربا في الفهم الخاطئ لعقلية نتنياهو، الا ان رد الفعل هذا يعكس الحالة المأساوية التي يعيشها نتنياهو للاوضاع القائمة سواء كان في الداخل الفلسطيني او الاسرائيلي.

اما على الصعيد الفلسطيني فان استمرار مسيرات العودة وبهذا الزخم الذي يتعاظم يوما بعد آخر ليس يعكس فشلا بل انها حالة الاحباط واليأس التي تعيشها قياداته العسكرية من عدم تمكنها من ايقافها او دفع خطرهاعن قطعان المستوطنين والتي الفت بظلالها على كل احاسيس ومشاعر نتنياهو لانه وصل الى طريق مسدود، وبنفس الوقت الرفض الفلسطيني المقاوم لكل المشاريع والخطط الاميركية والتي تضمن الامن للكيان الغاصب والتي كلن آخرها

"صفقة القرن" والذي لم يبدو في الافق انها ستجد طريقها للتنفيذ مما يعكس ان الامن الداخلي سيبقى مهددا من قبل المقاومة الاسلامية الفلسطينية وهو الهاجس الكبير الذي يلف ليس فقط نتنياهو، بل كل قياداته العسكرية والسياسية وقد لن يقف الامر عند هذا الحد، بل ان نتنياهو يسعى وبشتى الطرق ان يبقى على رأس رئاسة الوزراء وان لا يفقدها، خاصة وان الاستطلاعات والاخبار الواردة من داخل كواليس السياسة الصهيونية ان هذا الامر لم يتحقق لنتنياهو لعدة معطيات خاصة انه تلاحقه الكثير من الملفات التي ستطيح بمستقبله السياسي فضلا عن ماضية بالاضافة الى فشله الكبير وهو المهم في توفير الامن المستديم لمستوطنيه الصهاينة.

واشارت اوساط استخبارية صهيونية وفي رأس تحليلاتها ان حالة التهدئة القائمة مع استمرار مسيرات العودة الضاغطة لاتتيح لنتنياهو ان يحقق الاهداف المرحوة منه، ولذا فهي التي دعته للتصعيد مع غزة رغم تأكيدها ان هذا الامر لن يكون سهلا لانها ستجر الويلات على الكيان الغاصب لما سيترتب عليه من تبعات قد لاتحمد عقباها خاصة وان المقاومة الاسلامية الباسلة قد اكدت جاهزيتها في الرد القاطع الموجع على الكيان وعصاباته الاجرامية.

اذن فان استهداف نتنياهو لغزة وبهذا الشكل الكثيف سوف لن ينقذه من ورطته التي تعيش فيها، وانه لا يمكن ان يرضي خصومه او معارضيه في الكف عن الاستمرار في تنحيته عن منصبه خاصة وان مراكز استطلاع الرأي في الداخل الصهيوني قد كشفت ان كفة المعارضة قد رجحت على كفة نتنياهو وبصورة غير مسبوقة.

ورغم ما سببه القصف الصهيوني الاهوج على بعض المواقع في غزة من اضرار الا انها وكما قيل "رب ضارة نافعة" اذ ان المقاومة الاسلامية الفلسطينية التي نفت انها وراء اطلاق الصواريخ، الا انها وبنفس الوقت طالبت مقاوميها برفع الجهوزية واعلان النفير العام في صفوف مجاهديها للتصدي لاي عدوان، وحذرت العدو الصهيوني ان لا يفهم صمتها خظأ وانه لن يستطيع بعد اليوم التمادي في عدوانه وبطشه ضد ابناء الشعب الفلسطيني ومقاومته.