kayhan.ir

رمز الخبر: 91779
تأريخ النشر : 2019March11 - 20:59

زيارة روحاني المباركة


الاستقبال الذي حظي به الرئيس روحاني على المستويين الرسمي والشعبي العراقي اخذ مساحات واسعة في وسائل الاعلام المرئية والسموعة والمقروءة، رغم محاولات القوى المعادية للتقارب الايراني العراقي وبمختلف الوسائل ان لاتتم هذه الزيارة من خلال ما نشرته من التقارير الكاذبة والمفبركة والتي كان هدفها تشويه صورة ايران في نظر الشعب العراقي الا ان وبعد وصول الرئيس روحاني عكست صورة اخرى وضعت هؤلاء الاعداء في موقف لايحسدون عليه.

وقد ارتسمت علامات بارزة ومهمة على ناصية هذه الزيارة الا وهي ابداء طهران تقديم ما يمكن تقديمه مما لديها من امكانيات وقدرات وتجارب من اجل النهوض بالواقع الاقتصادي العراقي ليضع هذا البلد في مصاف الدول المتطورة خاصة بعد ما تركه الغزو الاميركي وما اقدمت عليها "داعش" من تهديم للبنى التحتية والتي اثرت سلبا على واقع الحياة العامة.

ويمكن القول ان الحجم الكبير من الاتفاقيات التي وقعت بين ايران والعراق والتي شملت كل القطاعات التجارية والزراعية والمواصلاتية والتي وصلت في البداية الى 5 عقود مهمة يمكنها ان ترفع الاعباء والمعاناة الكبيرة التي كان يعيشها العراقيون وعلى مدى عقد ونيف من الزمان.

واما على المستوى السياسي فان استقبال الرئيس روحاني وبهذه الحفاوة يعكس مدى التلاحم والترابط القوي بين البلدين والذي يوضح فشل كل الابواق المعادية والمأجورة من تحقيق اهدافها في ايجاد شرخ في العلاقات بين البلدين .

ويمكن الاشارة في هذا الجانب ان زيارة روحاني المعلنة اعطت صورة ومفهوما مهما تداعى في اذهان المراقبين والمحللين وهي الفارق الكبير فيما بينها وبين زيارة ترامب الذي دخل العراق خلسة وفي جنح ظلام الليل في وقت يعد نفسه رئيس اكبر دولة في العالم الا انه جاء خائفا يترقب ولم يجد ملاذا امنا في هذا البلد سوى بين جيشه وقواته يلفه الرعب كما صرح بذلك ترامب نفسه للصحافة العالمية وهذا اقرار صريح بانه يهاب شعوب المنطقة التي تكرهه.

وبطبيعة الحال فان زيارة الرئيس روحاني الى العراق وفي هذا الظرف الحساس وماحظي به من تكريم واستقبال سوف يعزز التلاحم بين الشعبين العراقي والايراني خاصة فيما اذا تم الاتفاق على الغاء تاشيرات الدخول لتصبحا ايران والعراق بلدا واحدا قد ازيلت بينهما الحواجز الحدودية .

واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان زيارة الرئيس روحاني للعراق لم تلق الارتياح من الشيطان الاكبر اميركا ولامن حلفائها من بعض الدول الذيلية في المنطقة ولا العملاء في الداخل الذين عملوا وما وسعهم الجهد ان لا تنجح هذه الزيارة من خلال اعلامهم المزيف والمأجور.

ان زيارة روحاني وبما تم فيها من توقيع للاتفاقيات والتفاهم على مختلف القضايا التي تهم المنطقة سوف تترك اثارا ايجابية وتساهم مساهمة فعالة في استتباب الامن والاستقرار فيها بما يعود بالنفع ليس فقط على الشعبين الايراني والعراقي بل على كل شعوبها.