طرابلس ضحية نزوات سياسية
الايذان باشعال جبهة طرابلس لم ولن تكون اعتباطية بل انه قرار مدروس جاء في ساعة الصفر حيث داعش والنصرة يواجهان ازمة خانقة نتيجة الضربات العسكرية الحاسمة التي تلقتها من الجيش السوري والقوات الدفاع المدني والحشد الشعبي معا اضافة الى الاقتتال الداخلي بينهما والذي اخذ منهما مأخذا كبيرا اضعف قواهما لذلك كانتا بحاجة لفتح جبهة اخرى بتصور خاطئ انهما سيخففان من العبء عنهما وطبعا كل ذلك يتخذ في المقر المركزي لعمليات داعش الموجود داخل الاراضي التركية القريبة من الناتو.
فرسالة زعيم داعش الارهابية المدعو ابوبكر البغدادي لقواته بالانسحاب من عين العرب التي كلفتهم ماديا ومعنويا مؤشر على المأزق الذي بدأ بجد يحاصر داعش وهذا ما اثر مباشرة على داعش لبنان المأزوم بشقيه السياسي والعسكري وربما هذا الذي دفع بخلايا طرابلس النائمة من الدواعش لتفجير الوضع وتبديل شوارع واسواق وازقة طرابلس الى سوح للقتال المفتوحة حيث سقط خلال الـ 48 ساعة الماضية عشرات القتلى والجرحى بين الطرفين.
ولولا العمليات الاستباقية لحزب الله في القصير والقلمون لكانت مدن و شوارع لبنان من اقصاها الى اقصاها اشبه بما تمر به اليوم طرابلس فعلى الشعب اللبناني بمختلف اديانه وطوائفه ومذاهبه في المدن الاخرى ان يشكروا حزب الله ويثمنوا تضحياته الكبيرة لانه دفع خطر داعش واخواتها الارهابية عنهم.
وليس غلوا ما قاله سيد المقاومة السيد حسن نصر الله ان "مشروع فتنة خطيرا وكبيرا كان يحضر له في طرابلس والشمال." لانه في قلب الاحداث وعلى علم بما يجري ويخطط للبنان والمقاومة فلولا العمليات العسكرية والمداهمات التي قام به الجيش اللبناني في طرابلس بحثا عن المطلوبين الذين يشكلون قنابل "عنقودية" موقوتة وقابلة للانفجار في اية لحظة اضافة الى القاء القبض على بعض الارهابيين الخطيرين وضبط ثلاث سيارات مفخخة و50 عبوة ناسفة مجهزة للانفجار في قضاء الضنية وعكار وربما يكون هناك الكثير من ادوات الدمار والقتل مخبأة في اماكن اخرى لم يكشف عنها بعد.
لكن ان يستمر المسلحون الداعشيون استهدافهم لمواقع الجيش في المدينة فيعني ذلك استباحة لطرابلس واهلها وسط صمت تيار المستقبل ازاء
ما كشف النقاب عنه حول ارتباط النائب المستقبلي خالد الظاهر باحدى المجموعات الارهابية الفاعلة على الساحة الطرابلسية.
ان الغالبية الكبرى من ابناء طرابلس هم ضد مخطط الفتنة الذي يحاك لهذه المدينة من قبل الضاهر وحزب المستقبل الذين يتلاعبان الادوار لاشعال فتنة طائفية في لبنان عبر الايعاز للارهابيين بالقيام بعمليات اغتيال رجال سياسيين من كلا الطرفين وادخال البلاد ثانية في اتون ازمة تعيد الى الاذهان اغتيال الحريري لكن شاءت القدرة الالهية ان يدفن هذا المخطط الجهنمي في مهده عندما داهم الجيش اللبناني لشقة عاصون لضلوعه في عمليات ارهابية اضافة الى انها كانت تخطط للتحرك باتجاه بيروت ايذانا بساعة الصفر.
واليوم فان تيار المستقبل الذي يعتز بانه احد الاجندة الاميركية السعودية في المنطقة يبقى تحت طائلة التساؤل حتى يثبت العكس وان ادعاءات الضاهر بانه نائب مستقل وما يقوله التيار بانه يحترم آراء نوابه اصبح من خزعبلات الماضي.