العبادي ومعاناة العراقيين للاردن !!
مهدي منصوري
ترتسم في ذهن العراقيين صورة كالحة ومظلمة لسياسة عمان تجاه حالة التغيير التي مروا بها بعد سقوط الصنم الصدامي، وكيف انها ساهمت وبشكل مباشر وغير مباشر في محاولات اجهاض العملية السياسية، وان الكثير من المعاناة التي يمرون بها الان كان للاردن الدور الاكبر في ذلك، لانها ورغم المبادرات الايجابية التي قدمتها الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003 وخصوصا في مجال الطاقة والتي تصل الى حد البيع بالمجان او غيرها من المواقف الاخرى، الا ان عمان قد تناست هذا الامر بل وفي الواقع انها قابلت هذا الاحسان العراقي بالجحود، وذلك من خلال استقبالها لكل الذين يحاربون او يعملون على اسقاط العملية السياسية الحالية، بالاضافة الى قادة الارهابيين وعقد المؤتمرات لهم على ارضها ، وغيرها من الممارسات التي تعكس صورة سيئة وغير مقبولة لكل العراقيين، وقد حاولت الحكومة العراقية وفي اكثر من مناسبة ومن خلال الاتصالات واللقاءات الرسمية وغيرها من تحييد الموقف الاردني، الا ان هذه الاتصالات لم تعط ثمارها وبقيت عمان متمسكة بموقفها المعادي من طموحات وتطلعات الشعب العراقي، واليوم ورئيس الوزراء الجديد العبادي يحل ضيفا على الاردن وهو محمل بالكثير من الرسائل من ابناء الشعب العراقي لكي يضع حدا لموقف عمان السلبي خاصة في ايواء واحتضان الذين تلطخت ولازالت ايديهم بدماء العراقيين، ابتداء من بنت المقبور صدام وانتهاءا الى أقل شخص يتأمر على العراق وشعبه، ويساهم في تأجيج الاوضاع هناك خاصة دعم المجموعات الارهابية وبصورة علنية ومكشوفة من خلال فتح الافاق امامهم سياسيا واعلاميا وغيرها من الوسائل .
لذلك فان مهمة العبادي في الاردن قد تكون من الصعوبة بمكان فيما اذا فتحت هذه الملفات، والتي بنبغي ان تفتح وتناقش بصورة اساسية، لان الشعب العراقي هو الضحية وانه يعتبر الحكم الاردني هو من يتحمل الجزء الاكبر من معاناته، وان ما وصلت اليه الاوضاع اليوم من عدم استقرار البلاد أمنيا وسياسيا كان بسبب التدخل الاردني السلبي في الشأن العراقي، لذلك يتطلب من الاردن ان يستغل زيارة العبادي لكي يكفر عن اخطائه المقصودة او غير المقصودة من الشعب العراقي، وان يتعاون مع الحكومة العراقية في ايقاف حدة العداء للعملية السياسية التي يمارسها اعداء الشعب العراقي من فلول نظام صدام الذين وجدوا في الاردن خير منطلق لزعزعة امن واستقرار العراق.
وبذلك فان زيارة العبادي تحظى بالاهمية القصوى خاصة وانه يحمل ملفا مهما يناقش فيه المسؤولين الاردنيين وهو مواجهة الارهاب وعوامله، ولذا فعليه ان لا يعود الا ويحصل على ضمانات من الاردنيين بان يكفوا أيديهم وأيدي المأجورين والداعمين لداعش وغيرها من المجموعات الا رهابية الاخرى ، ويتعاملوا مع الشعب العراقي كشعب صديق للشعب الاردني، وذلك بتغيير سياستهم وقطع دعمهم لكل الذين يستخدمون اراضيهم في ايذاء العراق والعراقيين.