kayhan.ir

رمز الخبر: 91511
تأريخ النشر : 2019March06 - 21:04

زيارة ساترفيلد الفاضحة للبنان


ما كان لافتا خلال الاسبوع الحالي هو الزيارة المفاجئة لساترفيلد نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لبيروت والتي وصلها خلسة لتبررها لاحقا مصادر في حزب القوات بان عدم الاعلان عن الزيارة كان بسبب الاجراءات الامنية لكن اللافت وبشكل اكبر ان الموفد الاميركي الذي يبدأ زيارته كأي زائر، عادة لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين بدأها بمسؤولين في حزب القوات وهذه اساءة للبنان وللدولة اللبنانية لانه اراد من خلال هذا الحزب ان يضغط على الرئيس عون المعروف بموقفه الحازم من ملف النازحين السوريين والتخلص من هذا العبء وقد قالها مرارا سنرد النازحين ولا ننتظر التسويات السياسية في سوريا على حساب لبنان، والذي يتعارض مع سياسة واشنطن التي تصر بانه لا عودة للنازحين الا بحل الازمة السورية وهذا في حد ذاته تدخلا سافرا ووقحا في شأن بلدين مستقلين.

ولكن الشق الثاني من التصرفات اللامسؤولة للموفد الاميركي ساترفيلد ذات التاريخ السيئ الصيت في لبنان هو تأليب الفرقاء اللبنانيين ضد بعضهم البعض وهذا الاسلوب هو من صلب السياسة الاميركية الخبيثة ضد دول العالم. لكن هذه الزيارة ومسارها الالتوائي في الاعتماد على حزب القوات كمدخل الى الساحة اللبنانية لبحث ملف النازحين والقضايا السياسية والمالية بعيدا عن الجهات الرسمية يبرهن على العجز الاميركي لمعالجة المشاكل اللبنانية والتي كشفت حقيقة اخرى بان زمن الاملاءات الاميركية في لبنان وخاصة في العهد الجديد للرئيس عون قد ولى دون رجعة لان هذا العهد لا يعرف المساومة في قضايا مصيرية تمس السيادة اللبنانية.

وبالطبع ان زيارة الموفد الاميركي لا تقتصر على ملف النازحين فقط بل تشمل مواجهة التمدد الروسي في لبنان ومشروعه لحل ملف النازحين وكذلك دور حزب الله المتصاعد والمتعاظم في الساحة اللبنانية في تصديه لمحاربة الفساد وبعض الوزارات الخدمية كوزارة الصحة وهذا ما لا يروق للاميركان لانهم لا يطيقون ان ينهض لبنان بنفسه ويقف على قدميه بل يريدونه تابعا وغارقا في مشاكله وما ادلى على ذلك معارضتهم الصريحة والعلنية لحل ملف النازحين الذي يشكل اليوم عبئا كبيرا على لبنان واقتصاده.

وللاسف الشديد فان حزب القوات اصبح اليوم رأس الحربة في لبنان خدمة للمصالح الاميركية والسعودية ولا يكترث بتاتا بالمصالح الوطنية اللبنانية وان هذا الحزب الذي طبل لسنوات ويطبل اليوم للسيادة اللبنانية هو اليوم الوكيل الشرعي بدلا من الحريري وحزبه للنظام الاستبدادي السعودي الذي يتعامل بالمنشار كافظع نظام عرفه التاريخ وتحاول الدول الابتعاد عنه.

ولا شك ان زيارة ساترفيلد للبنان شكلت فضيحة لاميركا ولذيولها في لبنان الذين كانوا بحاجة الى من يعطيهم جرعة ليقفوا على ارجلهم بعد هزيمة اميركا وانسحابها من المنطقة لكن ما سمعه الموفد الاميركي من الرئيس عون كان اشد ايلاما عليه بان لبنان لا يساوم على ملف النازحين ابدا.