الجزائر مستهدفة والغاية اخضاعها
غالب قنديل
من الغباء والبلاهة التعامل مع أحداث الجزائر دون الانتباه الى حقيقة مواقفها الاستقلالية وتمرد دولتها الوطنية على المشيئة الاستعمارية الصهيونية الرجعية .
تميزت الدولة الوطنية الجزائرية بمجموعة من الخيارات والمواقف الاستقلالية التي تجلت تعبيراتها في تصميم جزائري قاطع على مواصلة الالتزام بقضية فلسطين وبنهج دعم المقاومة الفلسطينية ورفض مسارات التطبيع مع كيان العدو التي تعمل بعض الحكومات لترسيخها وتعميمها.
تميز الموقف الجزائري الداعم لصمود سورية في مجابهة الغزوة الارهابية والعدوان الاستعماري الصهيوني.
هذه العوامل تفسر خلفيات استهداف الجزائر بأدوات القوة الناعمة وبمزاعم الديمقراطية والحداثة ومحاولة ادخالها في نفق الفوضى والاستنزاف الخطير اقتصاديا وسياسيا وأمنيا.
ثمة العديد من الأدوات المستخدمة في هذه الهجمة التي تم اختبارها في العدوان على سورية وتمثل أكاذيب الثورة والتغيير أحد أخطر أصناف البضاعة الجاري الترويج لها لتضليل الجزائريين وسوقهم في ركاب خطة تدمير بلدهم واضعافه لإخضاعه والحاقه بمنظومة الهيمنة في الوطن العربي.
شكلت الجزائر من عقود قلعة حرية واستقلال في المغرب العربي والشمال الافريقي والرهان على اخضاعها يبطن تعديلا كبيرا في توازن القوى لصالح الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي في المحيط العربي والافريقي للجزائر.
ان الذين جرفتهم موجات التضليل الغربية من أبناء الجزائر وشبابها يتعرضون لخطر الخيبة التي انتهى اليها أقرانهم في سورية وميزة التجارب هي أخذ العبر واستخلاص الدروس وعلى جميع الحالمين والمتوهمين الجزائريين ان يعتبروا من تجربة سورية التي أغرقها العدوان الاستعماري في حلقات الدم والخراب باستغلال العملاء للسذج الذين جرفتهم أضاليل الثورة المزعومة.
لا مصلحة للجزائريين بتدمير بلدهم والوصفات الغربية تنطوي على خطر تعميم التوحش والارهاب وفوضى التآكل الخطير بدلا من اطلاق فرص التطور والتقدم.
تقف الجزائر على أبواب انعطافة مصيرية تتطلب أخذ العبر وفهما دقيقا لما تحيكه الدوائر الغربية لإخضاع دولة مستقلة شكلت ركنا مهمة في كتلة الممانعة العربية تاريخيا.