kayhan.ir

رمز الخبر: 91234
تأريخ النشر : 2019March02 - 20:50

الحقيقة لا تحجب بالغربال


توقف الاسبوع الماضي الكثير من المراقبين عند الخطوة البريطانية المريبة واللامسؤولة في وضع حزب الله على قائمة المنظمات الارهابية وتوقيتها بالذات متسائلين عن مغزى هذا التحرك الذي يؤشر الى انه تحرك سياسي محض يستهدف الحزب لدوره الاقليمي في استقرار المنطقة عقب هزيمته لداعش الذي هو في الواقع هزيمة لاميركا واسرائيل والسعودية وكذلك لبريطانيا التي تنتمي لهذا المحور المهزوم وهذا ما اغضب هذه الجهات مجتمعة والتي دفعت بدورها بريطانيا لانتهاج هذه الخطوة انتقاما من حزب الله لكنهم تناسوا ان بريطانيا الاستعمارية وبتاريخها الاسود والسيء الصيت ليست في الموقع الذي يؤهلها منح اوراق حسن السلوك للاخرين في وقت انها لازالت تدعم ارهاب الكيان الصهيوني في فلسطين وارهاب الكيان السعودي في اليمن أي ان يدها مازالت ملطخة بدماء شعوب المنطقة عبر الدعم والسلاح لهذين الكيانين.

ولا ننسى ان هذا التمادي البريطاني الارعن هو اهانة واساءة للبنان حكومة وشعبا لان حزب الله هو اليوم تيار عريض له امتداداته في كافة القوى والمكونات اللبنانية الوطنية والاسلامية ويمثل شريحة واسعة في المجلس النيابي وله وزراء في الحكومة اللبنانية فضلا عن شعبيته في الدول العربية والاسلامية لما قام به من دور اساسي سواء في مواجهة الكيان الصهيوني وتحريره للاراضي اللبنانية أو دوره الريادي في مواجهة داعش وهزيمته في المنطقة حيث اصبح اليوم قوة اقليمية يحترمها الجميع وهذا ما اثار حفيظة المحور المهزوم الذي حرر بريطانيا لاتخاذ هذا الموقف المخزي الذي يعيد الذاكرة دورها الاستعماري والارهابي في قمع الشعوب، لكن الامر الاخر الذي دفع بلندن وبتصور واه انها تستطيع تشويه صورة حزب الله الناصع خاصة انه يقود اليوم حملة ضد الفساد في لبنان وهذا ما يزيد من دور الحزب ووهجه في الساحة اللبنانية الذي لا يعجب اعداء لبنان الذين يريدونه غارق في فساده ومشاكله ولا يريدون لحزب الله ان يلعب دورا مؤثرا وايجابيا في انجاح العمل الحكومي.

فما قامت به بريطانيا كان نكسة اخرى لها ولسياستها الاستعمارية التي لازالت الشعوب تئن منها وهي اصغر من ان تؤثر على سمعة الحزب ومصداقيته وشعبيته فكل ما قامت به يشكل فضيحة لها ولتبعيتها لواشنطن.