ترامب والاخفاق الاممي
مهدي منصوري
حاول المختل عقليا ترامب وبكل ما يملكه من وسائل وعلى طريقته الخاصة والمعروفة بالتدخل السلبي في شؤون الدول من أجل تحقيق أهدافه الاجرامية ضد شعوبها، والتي تؤيدها كل الشواهد الكثيرة والمتعددة على هذا الامر لانها لم تقتصر على دولة أو منطقة، بل ان اختلاق الازمات أصبح عنوانا بارزا في سياسة ترامب الهوجاء.
واخيرا حاول ترامب ومن خلال التدخل في الشأن الداخلي لفنزويلا وتأييده المطلق للمخالفين في ازالة مادورو من الحكم بتغيير الاوضاع لصالح الاتجاه الاميركي في هذا البلدمن خلال دعم التظاهرات وفرض الحصار، ألا ان وقوف الشعب الفنزويلي مع الرئيس مادورو وحفاظه على الاسلوب الديمقراطي في استلام السلطة في هذا البلد اصبح عائقا كبيرا امام ترامب في تحقيق اهدافه.
ولم يقتصر الامر على الشعب الفنزويلي بل ان ردود الافعال العالمية والدولية التي ادانت ورفضت توجهات ترامب والتي اعتبرتها سابقة خطيرة في مسيرة العلاقات بين الدول، لجأ ترامب الى الامم المتحدة ومن خلال طرح مشروع يحقق الارادة الاميركية لكي يصل الى هدفه المشؤوم في هذا البلد، الا انه وامام الفيتو الروسي الصيني قد أحبط هذا المخطط الاجرامي بحيث شكل صفعة قوية للسياسة الاميركية الانفرادية التي تريد الهيمنة على مصائر ومقدرات الشعوب، بحيث ان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلى نيبنزيا، أوضح أن روسيا اضطرت لاستخدام حق النقض " الفيتو" فى مجلس الأمن الدولى على المشروع الأميركي الخاص بشأن فنزويلا، كونه لا يهدف لمعالجة قضاياها ولأن المشروع الأميركي لا يهدف إلى حل مشكلة فنزويلا".
واللافت في الامر ان ترامب اليوم تحيط به الازمات من كل جانب سواء كان في الداخل خاصة بعد ان اهتز وضعه السياسي بتصريحات محاميه التي جاءت كالصاعقة على رأسه عندما اتهمه بالكذب والدجل والمخادعة بحيث كشفت سوءته امام العالم، بالاضافة الى سياساته التي لم تلق القبول والترحيب على مستوى المنطقة والتي اوضحت ان اميركا الداعم الاساس للارهابيين وان الادعاءات التي اطلقها ويطلقها ترامب ورجاله من انهم ضد الارهاب لم تكن سوى اكذوبة صارخة تنضم للاكاذيب الكبرى الاخرى والتي اصطبغت بها السياسة الاميركية.
واخيرا وفيما اذا اراد العالم التخلص من مسلسل الازمات التي يختلقها ترامب والتي شكلت حالة من القلق الكبير لابد من العمل على تكثيف الجهود خاصة في الداخل الاميركي للضغط على الكونغرس او مجلس النواب ان يستفيد من الاخطاء الكبيرة لترامب بتقديمه الى المحاكمة وازالته من منصة الرئاسة، والا فان ترامب قد فقد بوصلة الاتزان والتعقل بحيث أنه سيضع العالم امام فوهة بركان فيما اذا ترك حبله على الغارب.