kayhan.ir

رمز الخبر: 91031
تأريخ النشر : 2019February26 - 21:02

بطل العالم العربي في طهران


من الطبيعي ان تشكل زيارة الرئيس بشار الاسد الى طهران والتي تعتبر الزيارة الاولى منذ تفجر الازمة السورية بانها "استثنائية وتاريخية" وبكل المعايير، هي منعطفا استراتيجيا في مسار البلدين للمرحلة القادمة خاصة وانهما وبالتعاون مع بقية محور المقاومة افشلا مخططا كونيا شرسا استهدف تدمير الدولة السورية ومن ثم لاحقا تدمير محور المقاومة حيث تكالب على هذا البلد اكثر من 140 دولة بقيادة اميركا وتحت يافطة مزيفة ونفاقية اسموها "اصدقاء سوريا"، لكن ايران خرجت يومها واعلنت بالفم الملأن وبـ "لاء" كبيرة "لا" النظام السوري باق لانه نظام شرعي ومنتخب والشعب السوري هو وحده من يقرر مصيره.

وفعلا صمدت القيادة السورية ومعها شعبها التي افشلت المؤامرة وهذا ما اشار اليه قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي لدى استقباله للرئيس السوري بشار الاسد بحفاوة وتكريم مثير وخارج كل السياقات الرسمية والبروكولات وهذا ما يؤكد عمق العلاقة الحميمة بين البلدين والاكثر من ذلك تاكيد القيادة الايرانية على رمزية انتصار سوريا وهزيمتها لاميركا والذي يكمن في صمود الرئيس بشار وشعبه لان دور الاساس والمصيري لاي شعب رهن بقيادته الشجاعة. فان لم يكن القائد بمستوى الحدث والمسؤولية فانه غير قادر على انجاز المهمات الكبيرة والشاقة لكن الرئيس الاسد اثبت بجدارة قيادته الناجحة لتخطي اصعب وادق المراحل الخطيرة التي شهدته بلاده وكان حقا ان يصفه الامام الخامنئي بان صموده حوله الى بطل على صعيد العالم العربي.

فما انجزه البلدان بالتعاون مع روسيا ومحور المقاومة في القضاء على الارهاب وهزيمة المشروع الدولي والاقليمي بقيادة اميركا كان متقدم جدا وما تبقى من بؤر ارهابية هي في طريقها الى الحل وان تعذر لا سمح الله فالكي هو آخر الدواء.

فالزيارة الاستثنائية للرئيس الاسد وان كان عنوانها العريض تقديم آيات الشكر لايران قيادة وشعبا واستعراض ما تحقق من انجازات ميدانية وسياسية في سوريا لكنها بالتاكيد وضعت استراتيجية جديدة للمرحلة القادمة التي تتعلق بإعمار سوريا و مستقبلها وكذلك تعاون البلدين وتنسيقهما لحماية امن المنطقة من مختلف مخاطر الارهاب لإرساء الامن والاستقرار فيها من خلال العمل الجاد والمشترك لإبعاد القوات الاجنبية الدخيلة على دول المنطقة وازالة قواعدها نهائيا لانها بمثابة بؤر توتر هدفها زعزعة الأمن فيها.

وما كان لافتا في حديث الامام الخامنئي للرئيس الاسد ايضا هو تحذيره الشديد من منع اقامة مناطق عازلة في سوريا تخطط لها الولايات المتحدة الاميركية وتقف خلفها لتمرير مشاريعها الاستكبارية الا ان الامر الاخر الذي اراد الرئيس الاسد من زيارته لطهران ايصال رسالة للاميركان والصهاينة خاصة وان نتنياهو كان على اعتاب زيارة لموسكو لمناقشة الوضع الايراني في سوريا، بان العلاقة الاستراتيجية بين طهران ودمشق مستمرة وستكون اكثر رسوخا وتنسيقا في المستقبل لما انجزاه من مكاسب وثمرات كثيرة لتعاونهما خاصة وانهما اليوم في خانة المنتصرين واعدائهما في خانة المهزومين.