فايننشال تايمز: ايران انتصرت على اميركا في حرب الاربعين عاما
طهران/كيهان العربي: ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"؛ ان اربعبين عاما من الضغوط الاميركية على ايران خرجت بعكس ما خططت له اميركا، فيما اصبحت ايران القوة الغالبة في المنطقة.
واستطردت الصحيفة بالقول: ان الثورة الاسلامية احتفلت مؤخرا بمناسبة مرور اربعين عاما على انتصار الثورة باقامة مسيرات حاشدة. وكانت هذه المراسم انعكاسا لتفاعل الشعب وتلاحمه مع ثورته رغم الشعور بالمظلومية، لدرجة حتى تماهى رئيس الجهورية "حسن روحاني" والذي يعتبر واقعيا الى حد ما وفي ظل الظروف المستجدة وانسحاب ترامب من الاتفاق النووي تماهى مع المتشددين ليطلق معهم صيحات الموت لاميركا.
فقد صرح روحاني في "ساحة الحرية" بطهران لمناسبة ذكرى انتصار الثورة، قائلا: "ان القدرة العسكرية لايران خلال السنوات الاربعين الماضية ولاسيما خلال السنوات الخمس المنصرمة، قد اذهلت العالم".
واقسم روحاني في خطابه بارتقاء القوة الدفاعية للبلاد، قائلا: "حين اكدت ايران عزمها دعم الشعب العراقي والسوري واللبناني والفلسطيني واليمني، شهد العالم كيف ان الاعداء لم يتمكنوا من الانتصار على الشعب الايراني". وليس هذا الكلام بالمبالغة الغير واقعية، فلطالما كانت الجمهورية الاسلامية قبال اعدائها محظوظة، فلم يصل اعداؤها لنتيجة تذكر في خصومتهم، فاستفادت طهران من اخطاء اعدائها ماضية في طرقها نحو تعزيز قدرتها في المنطقة.
والتاريخ يشهد لـ "بارس" كيف تفاخرت بحسها الوطني قبال الاعداء. وقد جرب صدام حظه في مهاجمة ايران بعد انتصار الثورة مباشرة الا ان ايران بقيت صامدة. وهكذا خططت ايران لتقوية قدراتها الدفاعية وتعزيز نفوذها الاقليمي.
ففي عام 1982 هاجمت اسرائيل بضوء اخضر من واشنطن الاراضي اللبنانية. وهكذا توافرت الشروط من جميع الجوانب لتقوم ايران بتنظيم قوات متقدمة في منطقة الشامات، واسمها "حزب الله".
في عام 2003 هاجمت اميركا العراق، هذا العدوان العسكري رفع عقبة كأداء امام النظام الايراني. فصبت ايران جهودها لتدعم حكومة شيعية موالية لها. فكانت اول حكومة شيعية خلال قرون متمادية في قلب العالم العربي. فيما اضحت سورية المعسكر التالي لاستعراض ايران قدراتها، حين دخلت ايران بمعية حلفائها الحرب على داعش. فيما سعت اميركا لتشكيل تحالف عربي بزعامة السعودية لانهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. فاعطى هذا السعي الفاشل لواشنطن فرصة ذهبية لطهران لتكون القدرة الوحيدة المدافعة للقضية الفلسطينية، وكان فشلا آخر للغرب.
العام الماضي فاز في لبنان حزب الله وفي العراق ميليشيات شيعية الجدال الانتخابي.
ان الجمهورية الاسلامية ومنذ تأسيسها سعت لاحياء مبادئها وتوسيع امكاناتها لتشكيل محورا حصينا من بحر الخزر الى سواحل البحر الابيض المتوسط، وتفعيل الممر البري من بغداد مرورا بدمشق والى بيروت، وبذلك غيرت ايران من معادلة القوى في المنطقة. فيما شاهد الغرب من خلال سياسة ايران الخارجية وجهين لايران؛ احدهما "قاسم سليماني" قائد قوات فيلق قدس المجحفلة والآخر "محمد جواد ظريف" وزير الخارجية باسلوبه الناعم والذي وقع على الاتفاق النووي.
الا ان طهران ترفض هذه الازدواجية وتسعى للتعبير عن وجه واحد لطهران. ولطالما اشار ظريف لذلك حين قال: "جميعنا نبحر بسفينة واحدة".
وللاسف لم نعثر في سياسة الغرب حيال ايران زادا يعتمد بحيث ترغب طهران التنازل عن هذه الازدواجية.