فارين بوليسي: أن تغير ايران من سلوكها توقع في غير محله
طهران- كيهان العربي: ذكرت مجلة: "فارين بوليسي"؛ اذا لم تتغير سياسة البيت الابيض التي تتصف بالازدواجية، فلايمكن ان نتوقع من ايران تغيير سلوكها.
وكتبت المجلة: "مادامت لم تغير اميركا ستراتيجياتها الثنائية بخصوص ايران، فان طهران ستستمر في سياساتها الاقليمية، ولا تنصاع كدولة عادية. فمنذ عام 1980 اعتادت الحكومات الاميركية المختلفة لتصف ايران بالدولة المارقة، وتوجه سيل الانتقادات لطهران لدعمها المجاميع القتالية وانتهاك حقوق الانسان والاهتمام بتطور التقنية النووية.
كما واعلن وزير الخارجية الاميركية "مايك بومبيو" عن مواقف بلاده خلال تصريحات سياسية مختلفة بخصوص ايران مطالبا منها ان تتصرف كدولة عادية.
ومنذ ان تحولت ايران الى جمهورية الاسلامية بدأت بنشاطات خارج حدودها، وتماهت مع دول في اميركا اللاتينية في حركاتها الثورة. وان اشهر حركة تدعمها ايران هي حزب الله لبنان كقوة رادعة لاسرائيل. كما وتدعم طهران ميليشيات وفية لها في العراق وهي تشكلت منذ هجوم اميركا على العراق عام 2003 . ومع ذلك لا تنحصر بايران قضية دعم اللاعبين غير الحكوميين والتدخل في شؤون دول اخرى عن طريق فرقاء بالوكالة. اذ ان اميركا ودول اخرى تنحو نفس النحو. فقد انفقت اميركا عام 1980 مليارات الدولارات لدعم ميلشيات افغانية. كما وقدمت حكومة ريغان والسي آي ايه مساعدات عسكرية لنيكاراغوا لدعم المجاميع الثورية. وفي سورية تعاونت اميركا مع قوات سوريا الديمقراطية.
ولا يقتصر هذا الامر على القوى الكبرى اذ تنتهج السعودية واسرائيل كذلك نهج دعم جماعات. فقد دعمت السعودية جماعة طالبان في افغانستان، وكذلك ساعدت في نشر الوهابية خارج حدودها، فقد كشف موقع "ويكيليكس" عام 2009، بان السعودية تبذل مليارات الدولارات على تنظيم القاعدة.
وفي مقابلة اجريت عام 2014 مع مساعد رئيس الجمهورية "جو بايدن" يقول فيها؛ "ان حلفاءنا في المنطقة يشكلون المشكلة الاكبر في سوريا. فهم يقدمون ملايين الدولارات وعشرات الاطنان من الاسلحة لمن يحارب الاسد. وهو يصدق كذلك على اليمن. وكانت اسرائيل قد سعت منذ خمسينيات القرن الماضي والى السبعينيات لاجبار الدول العربية وعن طريق التحالف معها بدعم الاقليات الدينية والاثنية. ويشمل الدعم ماليا وتدريبا وتسليحا لمحاربة منظمة التحرير الفلسطينية والثوار في جنوب السودان والاكراد شمال العراق والزيدية الشيعية في اليمن. كما واعلنت اسرائيل دعمها لجماعة "مجاهدين خلق"(زمرة المنافقين)، لزعزعة الاوضاع داخل ايران وضمان مصالح اسرائيل في المنطقة.
وفي يناير 2002 وصف "جورج دبليو بوش" ايران بمحور الشر، وقال "رايان كراكر" احد المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية حينها؛ "ان كلمة واحدة خلال خطاب قد غير التاريخ" من هنا ينبغي التشديد على انه اذا ارادت اميركا اجبار ايران لتغيير سياستها الاقليمية وتتحول الى دولة عادية، فينبغي ان تعلم ان هذه الوضعية ستستمر مادات لا تغير هي سياستها اولا".