إلى عرب التطبيع.. ستعود فلسطين
د. عبد العزيز القطان
السلام كلمة قديمة قدم التاريخ، وإحلال السلام كان هم الملوك والزعماء والخلفاء وكل القادة منذ بداية التاريخ، السلام أن تتآخى وإخوتك وجيرانك، وأن يسود الحب والعدل والأمن، كلمة تحمل بين طياتها صفاء القلوب، لا حروب ولا معارك ولا دماء، السلام بيني وبينك وبين الأحبة فرض عين.
لقد أرسل السلطان العثماني بيازيد إلى عبد المؤمن الحفصي الذي بويع في الخلافة سنة 1487، رسالة مقدما فيها وساطته بين العثمانيين والمماليك لإحلال السلام، وكم من سلام على مر العصور تم إقراره، وكم هي المعاهدات التي تُعنى بالسلام؟
يستحضرني سؤال عن السلام، هل السلام الذي يأتي على فوّهة البنادق والدبابات يحلّ السلام؟!
في المسرحية الهزلية في العاصمة البولندية وارسو، أقيم مؤتمرا للسلام، حاضرون من دول كثيرة، يناقشون السلام مع كيان الاحتلال، كيان زوّر التاريخ، واستحل أرضا ليست له، ويطلب السلام، بحضور إخوة سيدنا يوسف عليه السلام، فهل سيعيد التاريخ نفسه ويُظلم سيدنا يوسف مرتين!
رعاة السلام "يختلفون”
خلال "مؤتمر وارسو للسلام في الشرق الأوسط” الذي عقد في بولندا ما بين 13 – 14 فبراير/شباط 2019
وبعد تعيين "نتنياهو” كوزير للخارجية، أعاد "إسرائيل كاتس” إلى الواجهة تصريح رئيس وزراء الأسبق "إسحق شامير” الذي قال فيه، العام 1989، إن "البولنديين رضعوا معاداة السامية في لبن أمهاتهم، حيث إن معاداة السامية أمر متأصل في تقاليد البولنديين وعقلياتهم.” كاتس، الذين مات أهله في المحرقة، نأى بنفسه عن تطلعات نتنياهو، مصرحاً "لن يخبرنا أحد كيف نعبر عن وجهة نظرنا أو كيف نكرم أمواتنا”، حيث سبق وأن صرح أيضاً "نحن لن نغفر ولن ننسى”، وغداة تصريح كاتس، قرر رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، عدم مشاركة بلاده في قمة مجموعة "فيشغراد”، معتبراً تلك التصاريح بمثابة "هجمة عنصرية”، معلناً أن شركاءه في مجموعة فيشغراد يتفهمون قراره، خصوصاً أن هناك حملة انتخابية في إسرائيل تفضي إلى رفع درجة حرارة الصراعات السياسية، بعد تلك المواقف، وتحديداً في 19 فبراير/شباط 2019، تم الإعلان عن الغاء المؤتمر الذي كان من المقرر عقده في إسرائيل بسبب الأزمة بين وارسو وتل أبيب على خلفية المحرقة. فلقد سبق وأعلن رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، أن بلاده لن تحضر المؤتمر بسبب تصريحات نتنياهو وكاتس، ليعود بعدها ويقرر عدم مشاركة بلاده فيه، ليتم إلغاؤه بالمرة سبق هذا الموقف استدعاء سفيرة إسرائيل في بولندا وتوبيخها.
إذاً رعاة السلام اختلفوا واتهموا بعضهم بالعنصرية ومعاداة السامية، واتخذوا إجراءات رادعة منها التوبيخ وعدم حضور القمة، فكم جميل لو كانت بعض بلادنا كذلك، أن تقاطع كيان العدو، وتلغي أي معاهدات وتغلق السفارات، ألن يكون ذلك بمثابة صفعة قوية لذاك الاحتلال، والله نعم، ولكم نتشوق لمثل هذا اليوم.
التاريخ لا ينسى
في المسرحية الهزلية التي مُنيَ بها العرب في وراسو، على الرغم من سخافة الطرح المقدم من رُعاة المؤتمر وحديثهم عن السلام، ألم يسأل الحاضرون أنفسهم، كيف قامت الولايات المتحدة وما هو عمرها الزمني، وما كان مصير الهندي الأمريكي صاحب الأرض الذي بات دخيلا بعد استحلالها من أمريكيين اليوم، مؤتمر لشرعنة الظلم واستفحاله، وضمان للأفواه المكممة للسكوت على تجاوزات الاحتلال الصهيوني وعربدته في فلسطين، لتمرير الصفقات المشبوهة وتوسيع الإستيطان وطي ملف الأسرى وجل الملفات الإنسانية فيها، فبعدما الصهيوني أن احتل فلسطين، يريد نسف أي حركة مقاومة تعترض مخططه القديم- الجديد، يريد تشتيت العرب وصرف نظرهم نحو إيران الدولة الإسلامية التي ما ظلمت عربي في يوم من الأيام، فماذا نقول ونشرح عن الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني يوميا من هذا الاحتلال الغاشم، وماذا نذكر ونتذكر عن هول المجازر ومئات آلاف الشهداء منذ العام 1948 إلى اليوم.
إقرأ التاريخ!
ألم يقرأ الحاضرون تاريخهم، وأنهم أهل الأرض وأسيادها، فلماذا هذا الجُبن وهذا التخاذل!
عار علينا ألا نعرف تاريخنا وحضارتنا التي عمرها مئات آلاف السنين، ففي أرض الحجاز جال النبي صلوات الله عليه وآله وسلم، وإلى الشام كانت تجارته، وفي مصر عاش سيدنا موسى ونشر رسالته وتحمل الظلم من فرعون وهامان، وأما بلاد الشام، مهد الديانات السماوية والحضارة الكبيرة ذات الأعوام الـ 8000، من بيت لحم إلى كنيسة المهد إلى المسجد الأقصى، مقدساتنا وتاريخنا تجدف في حجارة حارات القدس، وشوارعها الضيقة، هل نشاهد كنيسة المهد ومكان ولادة السيد المسيح عليه السلام في واشنطن أو في لندن أو غيرهما، لقد أنشأ العرب القدس منذ 5000 سنة، وحصنوها بالسور من دميع الجهات لتوسطها بين البحر والنهر، وترى شواهد هذا السور اليوم في عين الدرج أو عين سلوان، الملك "ملكي الصادق” هو الذي خطط بناءها، وهو الذي استقبل نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما جاء إلى فلسطين. وذلك موثق وموجود في المتحف المصري.
فماذا نسمي هذه المعلومات، تاريخ أم سيرة تاريخية، أم ماضينا وماضي أجدادنا، فإن لم نعرف تاريخ أجدادنا فكيف نحمل أسماؤهم، ونقتدي بمآثرهم، لقد ذكر وزير الخارجية العماني "يوسف بن علوي”، جملة، "هم يعيشون في التاريخ”. ألم تكن السلطنة محطة وصل مهمة للقوافل التجارية، وكانت إمبراطورية كبيرة في أواخر القرن الخامس عشر، وهي البلد الـ 59 الأكثر سلاما في العالم، وفقا لمؤشر السلام العالمي، هل ندرج ذلك على أنه تاريخ أم عيش في التاريخ!
من لا تاريخ له لا حاضر له، لسنا خجلين من تاريخنا، وإلا لماذا كل المحاولات لطمسه، ولماذا عين الغرب وكيان الاحتلال على أراضينا ومقدراتنا، أسئلة كثيرة أثارتها هذه الجملة وجعلتني أستوقف عندها وأقلب فيها يمينا ويسارا، علّي اهتدي إلى المراد منها، لكن ما يعنيني هنا، سبب مجيء هذه الجملة ومناسبتها، وموضوع التطبيع الذي أريد له أن يكون اسمه المستعار "إحلال السلام”، مع الكيان الصهيوني الذي ومنذ مجيئه لم تعرف المنطقة سلاما، ولا أمانا، بل عانت التنكيل والتهجير والتشريد والحروب والمجازر، فتاريخ القدس لا يمكن لأحد إلغائه ولا إنكاره، ففي العام 334 م، بنيت كنيسة القيامة، وخضعت القدس في العام 1099م، لسيطرة العباسيين، فالطولونيين، فالاخشيديين، فالفاطميين الذين اهتموا بالقدس، وقاموا بتعمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة وغيرهما من أبنية المدينة؛ بعد ما أصابها من الدمار نتيجة الزلازل، وذلك في عهد أبو جعفر المنصور، والمهدي، وهارون الرشيد، والمأمون، والمقتدر، وكافور الإخشيدي، والحاكم بأمر الله، والظاهر لإعزاز دين الله، والمنتصر، وفي نفس العام احتلها الصليبيون وحولوا مسجد قبة الصخرة إلى "كنيسة السيد المسيح”، فخر لنا أن نعيش مع هذا التاريخ المشرف.
هل رمم الصهيوني قبة الصخرة والمسجد الأقصى، كلا، لو يستطيع لنسفهم وأزالهم من الوجود، فكيف نحل السلام معهم وهم القادمون في العام 1882 من روسيا ودول أوروبا للإستطيان في فلسطين الأبية، وماذا نقول عن العام 1948 وما حدث فيه، لقد نشبت الحرب بين العرب واليهود التي بدأت بسلسلة مذابح إسرائيلية، وانتهت بنكبة فلسطين وبقيام الكيان الصهيوني واحتلالهم الشطر الغربي من القدس و78% من أراضي فلسطين؛ أي بزيادة قدرها 22% عما نص عليه قرار الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة رقم 1947/181.
معاليكم يعلم جيدا وجل الحاضرين يعلمون هذه الحقائق، فهذه من الماضي القريب، لا يزال العجائز إلى يومنا هذا يتذكرون فصولها، وهم المهجرون في بلاد الشتات وفي المخيمات، فهل هكذا ننصف شعبا هجّر من أرضه عنوة، وعانى أسوأ ما لإنسان ممكن أن يعيشه، فكيف نضع يدنا بيد هذا الاحتلال الغاشم، لقد صادرت الحكومات الصهيونية المتعاقبة الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري، فبين العام 2000- 2018، تم بناء الكثير من المستوطنات وتضاعف عدد المستوطنين، واعتمد مجلس الأمن الدول في 23 كانون أول 2016 قراراً يدعو دولة الاحتلال الصهيوني إلى الوقف الفوري والكامل لأنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية؛ لكن القرار لم يردع حكومة الاحتلال، التي ما زالت تستمر في مخالفتها للشرعية الدولية، وتعلن عن المزيد من عطاءات البناء في المستوطنات، لاسيما بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "دونالد ترامب” اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 كانون الثاني 2018 ونقل السفارة الأمريكية إليها في 14 أيار / 2018.
فما الهدف من مؤتمر وارسو؟
أعتقد أن الهدف الأسمى لدى حكومة الاحتلال، أن تضم الكم الأكبر من الأنظمة العربية إلى صفها، وليس من باب الأدب ولا من باب البرتوكول، بل من باب الترهيب والتهديد، من الشيطان الأكبر "الولايات المتحدة”، الكيان المحتل، يريد جعل التطبيع أمر واقع ومسلّم به، يريد أن نعتاد على سماع كلمة التطبيع في نشرات الأخبار وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الكيان النزيه الشريف الذي يسعى إلى السلام مع العرب، وأنه لم يفعل شيئا لا بحق أهل فلسطين ولا سوريا ولا لبنان، بل هو الساعي لإحلال السلام، أما قنابل الفوسفور فقد سقطت على غزة وجنوب لبنان من السماء، وعن الاعتقالات بحق أهالي فلسطين هم دخلوا إلى السجون الصهيونية بإرادتهم وبخلاف إرادة كيان الاحتلال.
النكبة.. ذلكَ المصطلح الذي لا يترجمُ إلى أي لغة، لغةٌ لها أبجدياتها وحروفُها ومفرداتُها الخاصةُ بها.. هي آهات وآلام هي أوجاع وقصص وروايات وحكايات الفلسطينيين، فكثيرة هي المجازر التي تم ارتكابها في بلدات وقرى فلسطين من قِبل العدو الصهيوني الغاشم، سواء كان ذلك على يد جيشه المزعوم، أو حتى عصاباته المسلحة الموجودة على أرض فلسطين المحتلة، فمنذ العام 1947 حتى يومنا الحاضر عانى شعبنا الفلسطيني الكثير من المذابح والمجازر المختلفة، ابتداءً من مذبحة قريتي بلد الشيخ في نهاية عام 1947 مروراً بمذابح قرى سعسع، كفر حسينية، دير ياسين، بيت داراس، والعديد من المجازر، ووصولاً وانتهاءً بمجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1996، وكل مجزرة حصدت مئات الشهداء، فدير ياسين وحدها وصل عدد الشهداء إلى 254. فهل سقطت كلمة وزير الخارجية بن علوي سهوا، أم عن كامل وعي، بجملته "هؤلاء يعيشون في التاريخ”، الجملة كما ذكرت "مؤلمة” جدا، لكن المؤلم أكثر موقف السلطنة الرسمي بلد التعايش والسلام والمحبة، بلد الإعتدال والوفق بين الخصوم، من الأزمة السورية إلى الأزمة اليمنية وليس أخيرا الأزمة الخليجية مع قطر.
أتحدث من حرقة قلب على بلادنا وعلى تاريخنا وعلى الجلوس على مائدة واحدة مع من قتلوا إخوتنا على مر السنين، هي رسالة من عربي إلى تلك الأنظمة علهم يعودون إلى رشدهم، إن التطبيع مع هذا الكيان هو الجريمة الحقيقية التي نرتكبها في العصر الحديث، إحتلال لا يعر بالا إلى المواثيق الدولية، بل يزداد غيا يوما بعد يوم، إن ارتقاء 215 شهيدًا منذ عام 1967 وحتى منتصف نيسان 2018 داخل سجون الاحتلال، بالإضافة إلى مئات الأسرى المحررين اللذين سقطوا شهداء بعد خروجهم من السجن بفترات وجيزة بسبب أمراض ورثوها عن السجون، يعطي مؤشرًا خطيرًا يدل على قسوة السجانين، هذا في السجون الصهيونية وما يحدث داخلها، فوسائلهم ترمي إلى تعريض الأسير للموت البطيء، دون مراعاة للقوانين والأعراف الدولية والقواعد الإنسانية والأخلاق المهنية التي تحكم مهنة الطب وترعى حقوق الأسرى، وإحصاءات "هيئة شؤون الأسرى” تشير في نيسان 2018، بأن عدد الأسرى المرضى رهن الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد وصل إلى (1800) أسير، ويشكلون ما نسبته (27.7%) من مجموع الأسرى الذي بلغ عددهم (6500) أسير، وأن من بين الأسرى المرضى هناك قرابة (700) أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، بينهم مصابون بالسرطان.
وأما حصار غزة، وفرض كيان الاحتلال قيودا على تنقل الأهالي منذ التسعينات إلى اليوم، حصارا بريا وبحريا وجويا، إذ لا يزال 1,8 مليون فلسطيني في غزة "محتجزين” وممنوعين من حرية الوصول إلى ما تبقى من الأرض المحتلة والعالم الخارجي.
فتاريخ أمتنا المشرف شاهد على ما كنا نعيش فيه، وهذا غيض من فيض على تاريخ الكيان الصهيوني، منذ العام 1948 إلى يومنا هذا، فالمؤتمرات التي تُعنى بالسلام، تجلب السلام فعلا لا قولا، تعيد الحقوق إلى أصحابها، تنصف المظلوم وتنشر السلام، فعلى الرغم من نفي خارجية سلطنة عمان على لسان وزير خارجيتها يوسف بن علوي بانها لا تطبع مع كيان الاحتلال بل اعتبرت ما حدث أنه عملية تسوية سياسية، لإيجاد تسوية للقضية الفلسطينية تضمن حقوق الفلسطينيين ومصالح الجميع، بحسب المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وهنا نتأمل أن يكون ذلك صحيحا، وأن تبقى سلطنة عمان كما نعرفها، رغم أن علامات الإستفهام أتت منذ زيارة رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى مسقط الأخيرة، لكن يبقى الأمل من يحكمنا، يبقى أن نرى أن خليجنا قد عاد إلى رشده.
وأراهن على شعوب المقاومة ومثقفي المقاومة وأحرار العالم، في كل مكان من هذه الأرض، بكل من آمن بأن كيان الاحتلال لا يُصافَح ولا يؤتمن، أراهن على حركات التحرر، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، لنتوحد بالكلمة والموقف، لنقاطع كل من يريد منا أن ننبطح، وأن نطبع، لنعلي الصوت، فهذا الكيان المارق، الله سبحانه وتعالى والرسول الكريم بشرونا بنهايته، "إن قرن الشيطان سينكسر وينتصر الحق على الباطل”، فيجب أن نحاول ولا نيأس، ” إذا مُنعت من قول الحق فلا تصفق للباطل، ولا تزين الباطل تقية مع عدم الاضطرار، فربّ قلب تهلكه بسبب اطمئنان ذاك القلب إلى مقامك ومنزلتك”.
فحالة التطبيع التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية، مع كيان الاحتلال، وفتح عواصم أمام زيارات مسؤولين في دولة الاحتلال ووفود رسمية يعكس "الانهيار التي وصلت له بعض الأنظمة، فالمطلوب من كافة فصائل المقاومة من حماس إلى فتح إلى كتائب عز الدين القسام وكل المقاومين في كل مكان، تفعيل دورهم على الصعيدين العربي والإقليمي، من خلال التواصل مع كل مكونات المجتمع، الفاعلة لتوحيد جهوده ورص صفوفها، وإعادة البوصلة نحو القدس الموحدة للجميع.
نحتاج إلى انتفاضة كانتفاضة القدس، فقيامها يلهب حماس المنتفضين، نحتاج إلى مسيرات منددة عارمة في كل الدول العربية والإسلامية نصرة للقدس وأهل فلسطين، تفاعل الحال الشعبية قد يُشكّل نقطة انطلاق نحو رفع وتيرة الفعل المقاوم بشقّيه الشعبي والعسكري في فلسطين، الهبة الجماهيرية هي مفتاح الخلاص أيها العرب.
فهذا هو تاريخ فلسطين العربية ولن تكون يوما عبرية، معالي الوزير يوسف بن علوي، هذا جزء من تاريخنا وتاريخ هويتنا العربية، نحن نعيش في التاريخ كما تفضلتم، ولنا الفخر بأن نعيش فيه لا بحاضر أليم، التاريخ حي فينا وباقٍ ما بقي الأقصى وبقيت أم الشهداء تزغرد، هذا تراثنا وعلى هذا تربينا وسنربي أبناءنا، معالي الوزير، سيبقى الكيان الصهيوني كيانا مارقا محتلا وهذه الحقيقة المجردة لن يمحيها أي تطبيع.