سياسي كردي يحذّر ’قسد‘ من مرحلة ما بعد ’داعش‘: ’الكنوز المعلوماتية‘ في آخر معاقل ’داعش‘ أهم من الذهب
السياسي الكردي ريزان حدو يرى أن عملية تحرير "الباغوز” آخر نقاط "داعش” شرق سورية، هي عملية "استخباراتية” أكثر منها عملية عسكرية، والقصف الذي قام به طيران التحالف كان بهدف تسريع العملية الاستخباراتية، وعندما نقول إنها عملية "استخباراتية” حتما سيكون فيها ضخ كثير من المعلومات المتناقضة، وافتعال الأخبار لتصويب البوصلة نحو جهة أخرى لإخفاء الحقيقة.
ويؤكد حدّو أنه في آخر جيب لـ "داعش” كنوز حقيقية "أمنية ومعلوماتية” كونها آخر نقاط "داعش” في المنطقة، ومن الممكن أنها تحوي أيضاً كنوز مادية لكن باعتقادي الكنوز المعلوماتية هي الأخطر، فالأرقام التي تم تداولها حول وجود 40 طن من الذهب لا يمكن التأكد من صحتها أو صحة أن يكون في المنطقة هذه الكميات الكبيرة من الذهب، فربما كان تضخيم الموضوع له علاقة بالتستر على كنوز المعلومات .
ويشير السياسي الكردي إلى أن المؤكد هو أن هناك عناصر من "داعش” استسلمت مؤخرا على دفعتين: الأولى 250 عنصرا والثانية 200 عنصرا، البعض قال إن القوات الأميركية قامت بنقلهم إلى الأراضي العراقية، والبعض يقول إنهم موجودون بحقل العمر.
في سياق متصل يؤكد ريزان حدو، أنه من الضروري على "قوات سورية الديمقراطية” أن يضعوا بحسبانهم أننا وصلنا إلى ساعة الحقيقة، فهم سيحتفلون بالقضاء على "داعش” خلال يومين، لكن عليهم التفكير بشكل جدي "ماذا بعد الانتهاء من "داعش”؟؟
ويلفت حدو إلى ما كتبه أحد الضباط الفرنسيين في العراق، عن أن "عمليات تحرير هجين استغرقت خمس شهور، بينما كان من الممكن أن تنتهي بغضون اسبوعين أو ثلاثة، إلا أن قوات التحالف لم ترسل قوات ذات خبرة، ولو أنها فعلت لكانت خففت الدمار الكبير لهجين والضحايا، وأن ترك الموضوع لقسد التي لا تملك الخبرات القتالية الكافية سبب هذا الدمار الكبير وسقوط الضحايا”، وهذه إشارة ل”قسد” حسب حدو، إذ يجب أن تقف عندها، فهل تحاول قوات التحالف تحميل مسؤولية كل الدمار والضحايا ل”قوات سورية الديمقراطية”، بمعنى آخر، يقول السياسي إن ترامب وصف سورية بأنها رمال وموت، هل البعض سيأخذ كنوز المعلومات والكنوز المادية ويتركون لقسد الرمال والموت !
نقطة أخرى أشار إليها حدو وهي عندما قال نائب الرئيس الأميركي أن واشنطن غيرت التكتيك، بينما لاتزال الاستراتيجية واحدة وأنه سيتم الاعتماد على حلفاء واشنطن في الأيام القادمة، فمن هم حلفاء واشنطن "قوات سورية الديمقراطية” أو "قوات عربية وأوروبية” أو تركيا التي قال لها ترامب أن سورية لها؟ ومن الطبيعي أن ما يهم تركيا في سورية هي المدن التي يسكنها الأكراد.
ويضيف: تقول أميركا أنها ستستمر بدعم "قسد”، واليوم انتهت حرب الجغرافيا على "داعش” وما تبقى هو عبارة عن عمليات أمنية وليس للسيطرة على جغرافيا ، فما المهمة المستقبلية ل”قسد” يتساءل حدو؟
متابعاً: هل هذه المهمة تكافئ وتعادل الدعم الأميركي ل”قسد” والضغوطات التي ستتعرض لها أميركا من خسائر اقتصادية وسياسية أهمها التضحية بحليفتها تركيا؟.
النقطة الأخيرة، التي أشار إليها السياسي الكردي أنه وبعد القضاء على آخر نقطة ل”داعش” في شمال شرق سورية ، ستكون قوات سورية الديمقراطية مطالبة أمام أكراد سورية بحل لموضوع عفرين ، مؤكداً أنه من الممكن القول إن هناك تقاعسا في موضوع عفرين من قبل "قوات سورية الديمقراطية” أو خطأ في الأولويات، فالوضع الطبيعي اليوم أن تكون الأولوية في المعارك لعفرين التي استشهد فيها مئات الشباب وهي لاتزال محتلة منذ عام.
ويرى حدو، أن "قوات سورية الدمقراطية” إن أرادت التخلص من كل الضغوط وأن تتصالح مع حاضنتها وتحديدا "الكرد السوريين من أهالي عفرين” عليها إنجاز اتفاق شامل وصريح وواضح مع الحكومة السورية في دمشق ، يتبعها عملية تحرير سواء بالسياسة أو بالعمل العسكري لجميع الأراضي السورية المحتلة وهذه مصلحة وطنية سورية.