حسن النوايا تترجم في تسليم الجناة
التحذيرات القوية التي وجهتها طهران لكل من الرياض وابوظبي واسلام اباد عقب العملية الارهابية التي استهدفت حافلة لحرس الثورة الاسلامية في زاهدان وذهب ضحيتها 27 عنصرا من الحرس لايمكن وضعها في سلة واحدة، فالرياض وابوظبي قد اعلنتا الحرب على الثورة الاسلامية منذ انتصارها ولا يفوتان اية فرصة للايقاع بها من خلال المؤامرات والحصار والضغوط التي تحيكها اميركا ضد ايران والامثلة على ذلك كثيرة واقلها التصريحات العلنية والمعادية لمسؤولي هذين البلدين تجاه ايران كتصريحات بن سلمان وانور قرقاش، لكن ايران ترفعت كثيرا عن الرد على هذه الاساءات لان شأنها اعلى واجل من منازلة هؤلاء الاقزام، لكنهم اليوم تمادوا كثيرا عبر استقوائهم بالشيطان الاكبر الاميركي وتفسيرهم الخاطئ للصبر الايراني الا ان هذه المرة اختلفت الصورة ولابد من معاقبة الجناة الذين تلطخت ايديهم القذرة بدماء ابناء هذا الوطن من ابطال حرس الثورة الاسلامية.
واليوم ما هو مطروح امام طاولة الحرس وهو قيد النقاش سلسلة من المعلومات الدقيقة والمؤكدة عن تحركات هؤلاء الارهابيين ومراكز تواجدهم وتدريبهم وتمويلهم في السعودية والامارات وكذلك ارتباطات اجهزتي مخابراتهما مع الاستخبارات الباكستانية للتنسيق والترتيب لمثل هذه العمليات الاجرامية لذلك بات الامر ملحا لاتخاذ الاجراءات اللازمة والرادعة لعدم تكرار مثل هذه الاعتداءات السافرة بشكل يندم الداعمون لها على افعالهم الاجرامية.
لكن الامر مع باكستان قد يختلف لوجود الروابط العميقة مع الشعب الباكستاني خاصة وانه ليس هناك عداء بين البلدين لكن المشكلة مع اسلام اباد والذي ركز عليه قائد حرس الثورة الاسلامية يكمن في دور الاستخبارات الباكستانية والجيش المخترقين من قوى اقليمية ودولية وهذا ليس بجديد فقد سبق للمرحومة بي نظير بوتو رئيسة وزراء باكستان الاسبق ان اعترفت بان طالبان هي صناعة استخبارات باكستانية ـ سعودية ـ اميركية وبريطانية وهذا يدل بان الدولة العميقة في باكستان كما هي في مصر وكانت سابقا في تركيا بيد العسكر وهذا ما ورثه اليوم عمر خان رئيس الوزراء الجديد الذي هو محرج اليوم في المحافظة على توازنات الداخل والعلاقات مع ايران وهو يدرك عمق العلاقات بين البلدين وتداخلهما لكن كيف سيوازن بين هذا والضغوط التي تواجهها من قبل الجيش والاستخبارات اللتان يبدوان قد فتحت شهيتهما للاتفاقيات المزمع عقدها مع السعودية اثناء زيارة بن سلمان والتي تبلغ 20 مليار دولار وقد تحلم بعودة العلاقات الاستراتيجية التي كانت قائمة بين البلدين في عهد نواز شريف.
لكن مهما كانت الصورة فان اسلام اباد تعي جيدا اقتدار ايران ونفوذها ويدها الضاربة في انزال القصاص القفص بالارهابيين وهذا ما تاكد لها قبل خمس سنوات في عملية وزيرستان الذي اعتقل فيها الارهابيون ونقلوا الى ايران وجرت محاكمتهم، لذلك المطلوب منها فورا اعتقال هؤلاء المجرمين وهي تعلم اماكن تواجدهم وتسليمهم الى ايران مر وفي غير ذلك فان ايران مضطرة لاتخاذ أية خطوة للحفاظ على امنها القومي وهذا ما يتطابق مع القوانين والاعراف الدولية للدفاع عن النفس.