ايران هي المنتصرة في مؤتمر ( وارشو ) السيرك البائس
محمّد صادق الهاشميّ
انعقد في 14-2-2019 في وارشو في بولندا مؤتمرٌ حاول فيه الأمريكان أن يرسموا موقفا واضحا ضدّ الجمهورية الإسلامية في إيران ، إلّا أنّ الذي يدقق في هذا المؤتمر ونقاط ضعفه يتعرّف كم هو النصر الذي تحقق فيه لإيران ، ولأجل هذا وصفته إيران بأنه (سيرك بائس) ، وأهمّ نقاط فشله هي :
1. كان الغياب الأوربي في هذا المؤتمر واضحاً ، وكان التمثيل بأدنى مستوياته ممّا جعل (مايك بنس) - نائب الرئيس الأمريكيّ - يهاجم أوربا قائلا : « إنّ الأوربيين يريدون مساعدة إيران لكسر الحصار عليها ، وإفشال العقوبات الأمريكية ، وإنّ هؤلاء الشركاء الأوربيين لم يبدوا أيّ تعاونٍ ، وأنّ خطواتهم غير حكيمة ، وتؤدّي إلى تقوية إيران » . ومن هنا يفهم من كلام ( بنس ) أنّ أوربا ضدّ هذا المؤتمر ، وهذا فشل ذريع لأمريكا ؛ لأنّها لم تتمكن من أنْ تقنع اوروبا في أيّ موقف دوليّ ضدّ الجمهورية الإسلامية في إيران . ويقول ( مايك بنس) في كلام آخر : «إنّ الأوروبيين قادوا مساعيَ لإفساد عقوباتنا على إيران ».وقال أيضاً - بما يكشف عن عمق الأزمة بين أمريكا واوروبا : « إنّ موقف أوروبا يؤدّي إلى تباعد أكثر بينها وبيننا » ، وهذا نصر يعترف به العدوّ ، وأنّ الجمهورية الإسلامية في إيران بالرعاية الإلهية وبسياستها الناجحة تمكّنت أنّ تقنع أوروبا بأنْ لا تنساق خلف غبي العصر (ترامب ) ، وهذا الخلاف العميق بدوره يشكّل عاملَ قوّةٍ الجمهورية الإسلامية في إيران .
3. إنّ هذا ليس هو الموقف الأوّل من أوروبا لصالح الجمهورية الإسلامية في إيران ، فقد أبدت قوى أوروبية - تعارض قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران - شكوكها علانية تجاه المؤتمر الذي يُقصي إيران. ورفضت فرنسا وألمانيا إرسال وزيري خارجيتهما بينما غادر وزير الخارجية البريطاني (جيريمي هانت) قبل الأحداث الرئيسية ، الخميس. و إنّ الشيء المهمّ هو أنّ أوروبا وضعت الآلية التجارية الأوروبية كسبيل لشراء صادرات إيران من النفط والغاز مقابل بضائع الاتحاد الأوروبي.
4. وقد يُنظر إلى بولندا - حيث تنعقد القمّة فيها - باعتبارها نوعاً من التقريع من جانب واشنطن لحلفائها الغربيين التقليديين الذين يعانون من اختلافات مع الحكومة القومية في وارسو بسبب تحرّكاتٍ ، يقول الاتحاد الأوروبي : إنّها تقوّض استقلال القضاء وحرية التعبير , أي أنّ ثمة رفض اوروبي مسبق لبولندا دفعها ان تستنجد بامريكا .
5. لقد عبر حلفاء واشنطن الأوروبيين عن القلق من أنْ يتحوّل المؤتمر إلى جلسة لانتقاد الجمهورية الإسلامية في إيران ، وتصعيد التوترات معها ، وهذا نصر دبلوماسيّ آخر يترتّب عليه الأثر ، وهو إدانةٌ واضحةٌ لأمريكا ، ولهذا المؤتمر الهزيل .
6. إنّ هذه القمّة التي غابت عنها الدول الاوربية ، والصين ، وروسيا ، وتركيا ، والهند ، وأغلب دول القرار العالميّ والإقليميّ إلّا أنّ الملفت للأنظار وجود إسرائيل إلى جانب دول عربية ثرية!!!.
8. إنّ قوّة الجمهورية الإسلامية في إيران تكمن في أنّها ضدّ إسرائيل بلا أدنى شكّ ، بينما العرب ينصّبون ( نتنياهو) زعيما في هذا المؤتمر ، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيليّ (بنيامين نتنياهو ) - الذي اجتمع مع وزير الخارجية العمانيّ على هامش الاجتماع ، الأربعاء - القمة بأنّها نقطة تحوّل تاريخية في مواجهة تهديدات إيران.
9. إنّ الفلسطينيين قد رفضوا الحضور بسبب ما يعتبرونه تحيّز الولايات المتحدة ضدّهم في عهد ترامب. وقد قاطع الفلسطينيون الإدارة الأمريكية منذ غيّر (ترامب) السياسة الأمريكية المتبعة منذ عقود ، وأعترف عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ووجه كبير المفاوضين الفلسطينيين (صائب عريقات) انتقادات للدول العربية بسبب حضورها هذه القمّة ، وضرب مثلا بالاجتماع العربيّ العام الماضي الذي أكّد مجدداً على ضرورة مطالبة إسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية أوّلاً قبل تطبيع العلاقات مع الدول العربية ، وهذا بدوره نصر الجمهورية الإسلامية في إيران .
كل هذه المقدمات من مقاطعة اوروبا للموتمر وارسال ممثلين بادنى المستويات وهجوم بنس عليهم وغياب دول مهمة دوليا مثل الصين والروس والهند وغياب الفلسطينيين ومحور عربي مهم يعد بحق نصر لايران ويكشف حجم الهزيمة الامريكية .