قدرة ايران تجلت في "وارسو"
مهدي منصوري
عندما وصل الاميركان والصهاينة وذيولهم العفنة ومن خلال سيل المؤامرات المختلفة ضد الجمهورية الاسلامية وعلى مدى اربعين عاما الى الفشل الذريع بحيث جعلهم يعيشون حالة اليأس القاتل من النيل من ايران خاصة بعد انهيار الارهاب المدعوم اميركيا واقليميا وصهيونيا، هذه الصورة المخزية فرضت على اميركا ان تبحث في كيفية نقل الارهابيين من الاماكن التي هم فيها لانقاذهم من الموت او الاعتقال بحيث صرح مسؤول اميركي أن "واشنطن مستعدة لنقل هؤلاء القتلة الى بلدانهم"، لذلك فان الطرق امام اميركا وحلفائها اصبح اليوم مغلقا امام النيل من طهران او اسقاط ثورتها والذي اكدته الجماهير المليونية الايرانية في اعياد الثورة والتي اعلنت كلمتها وبوضوح انه لم ولن تتخلى عن ثورتها وانها ستبقى الحامية والمدافعة عنها الى آخر قطرة دم.
ما تقدم ويضاف الى ذلك ان ايران الاسلامية اليوم تحظى بمكانة مهمة بين الدول بحيث لايمكن تجاوزها خاصة في حل القضايا العالقة في المنطقة، ولذا فان مؤتمر وارسو جاء بعد الاخفاقات التي منيت بها اميركا واسرائيل وبعض الدول الذيلية لتتجلى قدرة ايران الاسلامية وفشل محاولات النيل منها وزعزعة وضعها الداخلي وبكل ما بذلته اميركا وذيولها من امكانيات وجهود واموال طائلة، ولذا فان مؤتمر وارسو لا يضيف اي جديد ولايمكن له ان يحقق له اهدافه المشؤومة لعدة معطيات على الارض تمنع من تنفيذ اي قرار يتخذ في هذا المؤتمر، وبذلك فهو لم يكن سوى استعراض للعضلات ولاغيرخاصة وان الدول الكبرى المؤثرة في المجتمع الدولي قد غابت عن هذا المؤتمر.
واللافت وكما علق المراقبون على مؤتمر وارسو بالقول ان هذا المؤتمر الذي هدفه كان واضحا في ايجاد السبل اللازمة لإضعاف الجمهورية الاسلامية او عزلها او ابعادها عن تاثيرها في القضايا الاقليمية الاساسية، الا انه وبالعكس فانه جاء بنتائج ايجابية جدا لان لولا لم تكن لايران الاسلامية تلك الاهمية وذلك التاثير الكبير ليس في المنطقة بل في العالم لما اجتمعت 60 دولة منها 10 دول عربية بإدارة أميركية ورعاية بولندية وتمويل خليجي للتوصل لناتو عربي وعالمي ضدها وهذا مدعاة فخر واعتزاز لطهران لانها اصبحت رغم العنجهية الاميركية الصهيونية القطب الاساس الذي تدورعليه افكار هؤلاء.
واخيرا فان العالم قد اعتاد على مثل هذه المؤتمرات الفاشلة والميتة في مهدها لانه اثبت حالة الضعف والهوان للمجتمعين في المؤتمر بحيث لم يستطيعوا ان يواجهوا طهران مباشرة رغم ما يملكونه من العدة والعدد، ويعتقد المراقبون ان تحالف واشنطن الذي ضم تحت مظلته 83 دولة ورغم كل التأييد السياسي والاعلامي الذي حظي به والذي في الحقيقة لم يستهدف "داعش"، بل هو استهداف لمحور المقاومة وعلى رأسها ايران الاسلام اصبح اليوم أثراً بعد عين ولم يعد له أي وجود لانه فشل فشلا ذريعا في تحقيق اهدافه الاجرامية ضد طهران، وقس على ذلك كل المحاولات الاجرامية الاخرى السياسية والاقتصادية والتي تتحطم يوما بعد يوم على صخرة صمود الشعب الايراني.
ولذا فان مؤتمر وارسو سيصبح المسمار الاخير في نعش الاميركان والصهاينة وبعض الدول الخليجية الذيلية والذين يعيشون اليوم حالة من الارباك والقلق الكبيرين من تغيير المعادلة الاقليمية والدولية التي تأتي لصالح محور المقاومة بقيادة طهران.