kayhan.ir

رمز الخبر: 90330
تأريخ النشر : 2019February15 - 19:38

صوت اصطكاك الأسنان يعلو في إدلب


علي مخلوف

فيما تربض الماكينة العسكرية السورية عند تخوم ادلب، تتأهب طاولة المفاوضات بشراشفها المخملية، سيجلس الروسي والإيراني والتركي بصمت خلف الأبواب الموصدة، فيما يعلو صوت اصطكاك أسنان جبهة النصرة خوفاً من اتفاق ينهي وجودها.

التركي الآن أمام معضلة النصرة التي تسيطر على الغالبية الساحقة من ادلب، كانت هناك محاولات لصهر النصرة في جسد الجماعات المدعومة من أنقرة، لكن الأخيرة رفضت، خوفاً من تعويم أساطين الجبهة وسيطرتهم لاحقاً على جسم ما يُسمى بجيش سورية الوطني كسرطان يفتك بذلك الجسد.

لقاء سوتشي هو دون مبالغة كفرصة أخيرة للتركي وادلب، إذا ما رُبط ذلك مع التصريحات الأخيرة لسيد الدبلوماسية السيبيرية سيرغي لافروف والتي قال فيها أن بلاده لن تسمح باستمرار سيطرة جماعات إرهابية على ادلب أو على أي جيب في سورية، مؤكداً حق حليفه السوري بفرض سيطرة الدولة على كافة الأراضي، هذا التصريح سبق لقاء الروسي بشريكيه الإيراني والتركي، وكأنه رسالة استباقية لأنقرة قبل الدخول إلى القاعة المغلقة.

فما هي الاحتمالات، هل تلجأ أنقرة لطلب مهلة زمنية جديدة تحاول من خلالها القضاء على النصرة عن طريق عملية تشنها مع الجماعات المسلحة التي تدعمها شرط أن تشرف تلك الجماعات على منطقة آمنة في ادلب بعد الانتهاء من النصرة؟ هل هناك صبر لدى السوري والروسي لمهلة أخرى، لا سيما وأن قلب الموازين في تلك المنطقة سيعزز من الموقف التفاوضي والسياسي على المستوى الدولي والإقليمي لسورية ومن ورائهم الروس؟.

أم هل ستوافق أنقرة على عمل عسكري في ادلب ينتهي بفرض سيطرة الجيش السوري على المنطقة مع ضمان انسحاب جميع الجماعات المسلحة من هناك، الأكيد أن تركيا تمون على جماعاتها لكنها لا تضمن ذلك فيما يتعلق بالنصرة، أيضاً فإن الجبهة الوطنية للتحرير تضم كياناً موالياً للقاعدة وهي حركة حراس الدين، فكيف سيتم التعامل معها؟.

الإيراني صرح قبل التوجه لسوتشي بأنه سيتم بحث مواضيع مواصلة محاربة الإرهاب ووحدة الأراضي السورية وتدوين الدستور السوري وعودة اللاجئين وإعادة الإعمار.

عناوين كوحدة الأراضي السورية وعودة اللاجئين لوحدها كافية من أجل إعطاء صورة عما سيتم بحثه فيما يرتبط بادلب، وحدة الأراضي لدى الإيراني والروسي تعني أن تكون تلك المحافظة تحت سيطرة الجيش السوري، أما فيما يخص إعادة اللاجئين فيمكن لأردوغان استذكار ما حصل قبل أيام في اسطنبول من هجوم للأتراك على محلات السوريين وأرزاقهم، هذا يعطي مؤشراً اجتماعياً خطيراً في المجتمع التركي حيال السوريين ويجب إيجاد حلول استباقية قبل تفجر الوضع مرةً أخرى، فهل سيساعد ذلك على إقناع أنقرة بضرورة إعادة اللاجئين السوريين لديه بعد الانتهاء من ملف ادلب؟

في أية لحظة قد يصدر القرار المبني على اتفاق وتنسيق سياسي سوري ـ إيراني ـ روسي ببدء عملية ادلب، ستكون مناطق في ريفي اللاذقية الشمالي وحماة، إضافةً لجسر الشغور أولى الساحات التي ستشهد تفجر الحمم النارية، فيما سينتظر النصرويون قدراً محتوماً ضمن خيارات محدودة، الانسحاب لمنطقة أخرى، الاستسلام، أو سحق العظام تحت المجنزرات السورية.