"اسرائيل" وبداية الانهيار
مهدي منصوري
عندما يفقد رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو الذي يشغل اليوم وزيرا للحرب بالوكالة ثقته بقدرة قواته العسكرية خاصة سلاح البر على حسم أي معركة يعكس وبما لا يقبل النقاش ان المؤسسة العسكرية الصهيونية والتي كان يطلق عليها بانها الجيش الذي لايقهر قد وصلت الى حد من العجز بحيث ان ليس فقط وزير حربهم بل اغلب القيادات العسكرية الصهيونية العليا في الجيش الصهيوني ظهرت عليها حالات الضعف والانهيار بحيث اعترفت بالامس وعلى لسان القائد السابق بالجيش الصهيوني الجنرال اسحاق بيدك الذي قال وبالحرف الواحد: "ان الجيش الاسرائيلي غير مستعد للحرب القادمة"، وفي الجانب الاخر وتأييدا لما سبق فقد ذكرت القناة (12) العبرية ان "كبار قادة الجيش الاسرائيلي لا يؤمنون بقدرة قواتهم على الانتصار"، ولفتت هذه القناة من انه "اذا كان كبار الضباط الجيش لا يؤمنون بقدرته على تحقيق اهدافه" فمن الطبيعي ان القادة الاقل درجة سيؤمنون بذلك وهو ما أكده من قبل نائب رئيس الاركان السابق .
والذي لابد من الاشارة اليه أن ما يدعم ما ذهب اليه القادة العسكريون الصهاينة هو الواقع المعاش على الارض ان الكيان الغاصب ورغم استخدامه مختلف الاساليب القمعية ضد ابناء الشعب الفلسطيني الثائر خاصة في مواجهة مسيرات العودة وعدم تمكنه من اخمادها او اسكات صوتها يدرك جيدا ان الجيش الصهيوني قد انتقل من موقع المواجهة الى موقع الدفاع الذي لا يريد منه سوى حماية جنوده من الاسر او القتل وان ما يرتكبه ضد ابناء الانتفاضة لم يكن سوى الحفاظ عليهم ليس الا.
اذن وفي النهاية المطاف لابد من التأكيد ان الكيان الصهيوني بدأ يتآكل من داخله وبصورة قد تعجل بنهايته لانه اعتراف الجيش بعجزه وعدم قدرته على حسم أية معركة والذي سينعكس وبصورة مباشرة على الوضع السياسي الداخلي للكيان والذي هو وكما تشير التقارير يعيش حالة من التمزق والتشرذم بحيث ان الانتخابات القادمة ستظهرامورا وقضايا قد تطيح بالصقور.
ولذا فان عوامل تصدع الكيان من الداخل والضغط الذي ستمارسه الانتفاضة من الخارج ستضع الكيان الصهيوني في موقف صعب وكماشة قاتلة قد تدفع بانهياره وفي وقت غير مترقب وهو ما اشارت اليه اغلب التقارير والتحاليل الخبرية العالمية والاقليمية اليوم..