kayhan.ir

رمز الخبر: 90018
تأريخ النشر : 2019February05 - 20:15

البعد الاستراتيجي للحشود التكتيكية الامريكية في العراق ضد الصين وروسيا وإيران ومسؤولية العراق التاريخية...!



تقرير هام و خاص

محمد صادق الحسيني

يحاول الرئيس الامريكي المهزوم استراتيجيا في كل المنطقة والذي يقاتل قتالا تراجعيا تقهقريا من سورية باتجاه العراق الايحاء بانه لا يزال يمسك بزمام المبادرة وذلك من خلال استخدام العراق كمنصة للمشاغبة على قوى التحالف المنتصرة عليه وفي مقدمتها ايران وسورية...!

وفي هذا السياق فقد تم اطلاعنا على تحليل استراتيجي ، أجراه احد معاهد الدراسات العسكرية الاوروبية ، المتخصص في تحليل أساليب تمويه الحشد العسكري المتدحرج وعمليات الامداد والتزويد ( التي يسميها البعض اللوجستية ) ، واهم ما تضمنه هذا التحليل النقاط التالية :

اولا : ان العدد الحقيقي للوحدات العسكرية الاميركية في العراق يربو على اربعين الف عسكري وليس اربعة وثلاثين ألفا ، كما تقول الاوساط العراقية المختلفة . مما يعني ان البنتاغون لا زال مستمرا في تعزيز قوته القتالية في العراق مع الاصرار لديه للايحاء بان الانسحاب من شمال شرق سورية ، ليس له اية قيمة من الناحية الاستراتيجية( في محاولة معنوية للتعويض عن خسارته الميدان هناك ) ، وذلك بسبب وجود عدو الولايات المتحدة المفترض ، الصين وروسيا وإيران شرقا وليس غربا ، مما يجعل العراق من وجهة نظره هو المكان الاكثر ملائمة لاقامة قواعد امريكية خلفية ، تكون مهمتها تقديم الدعم والإمداد اللازمين ، في حال حصول صدام مسلح مع الأعداء المفترضين جميعا او مع احدهم فقط ، خاصة اذا ما تعذر القيام بذلك عبر طرق امداد اخرى .

ثانيا: ان عمليات نقل القوات الاميركية الى العراق ، او تعزيز القواعد الموجودة بوحدات عسكرية جديدة ، يتم بشكل أساسي عبر فلسطين المحتلة ( اسرائيل ) وذلك تحت غطاء وصول قوات ، من مشاة البحرية الاميركية والقوات المحمولة جوا ، بحرا الى شرق المتوسط ، بحجة تأمين حماية القوات الاميركية المنسحبة من سورية .

علما ان عديد القوات ، التي يحكى عن سحبها من سوريا ، لا يتجاوز قوام لواء ، اَي في حدود ٢٥٠٠ جندي ، الامر الذي ينفي دقة المعلومات الاميركية ، حول هدف نقل قوات مشاة البحرية والمحمولة جوا الاميركية الى شرق المتوسط والتي وصل تعدادها ما يقارب الفرقة القتالية الكاملة .

فلا منطق في تكليف فرقة كاملة بحماية لواء يتموضع او ينتشر في مناطق ليست معادية ولا هو ينسحب تحت النيران ، كما حصل في العراق سابقا .وهذا ما يفسر سبب ارتفاع العدد الإجمالي ، للقوات الاميركية في العراق ، من بضعة الاف الى ما يصل اربعين الف جندي .

ثالثا : اما بالنسبة للطريقه ، التي اتبعتها القيادة العسكرية الاميركية ، في نقل هذه القوات عبر المتوسط ، الى المناطق التي تنوي القوات الاميركية اخلاؤها في شمال شرق سورية كما تدعي ، فانها تبدو خالية من المنطق تماما .

اما المنطق المؤكد بالمعلومات فيقول ان مهمة هذه القوات ، التي وصلت الى شرق المتوسط ، لا علاقة لها بسحب القوات الاميركية من شرق سورية على الإطلاق ، وانما هي جزء من عملية اعادة انتشار للقوات الاميركية في الشرق الأوسط ، وذلك في اطار التخطيط الاستراتيجي الشامل للبنتاغون ، الذي ينطلق من حتمية المواجهة العسكرية مع الصين وروسيا وإيران خلال العقد القادم من هذا القرن . تلك المواجهة ، التي ان حصلت ، ستؤدي حسب الخبراء العسكريين ، الى قيام أعداء الولايات المتحدة المفترضين باغلاق الممرات البحرية الاستراتيجية ، هرمز وباب المندب ، امام الإمدادات العسكرية الاميركية ما سيقطع هذه الإمدادات عن القواعد والقوات الاميركيه المنتشره في دول الخليج الفارسي وبحر العرب . وهو امر سيكون له اثارا مدمرة على القوى العسكرية الاميركية في ميادين القتال ، شرق وجنوب شرق اسيا حيث الأعداء المفترضين .

رابعا : من هنا لجأت القياده العسكرية الاميركية الى اتخاذ اجراء استباقي ، في محاولة منها لتلافي قطع الإمدادات عن قواعدها في الجزيرة العربية وبحر العرب ، في حال اندلاع اَي صراع دولي مسلح مع القوى المشار اليها اعلاه ، وذلك عبر انشاء مسارات امداد جديدة لهذه القوات تنطلق من شرق المتوسط ، عبر اسرائيل الى العراق بشكل رئيسي وعبر الاْردن بشكل اقل ، وذلك لان البنتاغون لا تعتبر الاْردن امنا بشكل مطلق ، بسبب الوجود الفلسطيني الكثيف داخل المملكة وكذلك بسبب قربه من سورية ، التي ستكون جزءاً من التحالف المعادي للحرب المفترضة .

وانطلاقا من ذلك فان الاعداد الإضافية ، من الجنود الاميركيين الذين تم نقلهم الى العراق ، قد نقلوا بعد وصول القطع البحرية الاميركية الى شرق المتوسط، نقلوا جوا من القواعد الاسرائيلية، عبر الاجواء الاردنية، الى القواعد الاميركية في العراق . وهو ما يعتبر تطبيقا عمليا ونسخة برية / بحرية/ من مشروع اقامة خط سكك حديدية يربط ميناء حيفا بجنوب الجزيرة العربية والذي عرضه نتنياهو ومسؤولين اسرائيليين اخرين على حكام دول الخليج الفارسي نهاية العام ٢٠١٨.

وبذلك تكون القوات الاميركية قد نفذت تدريبا حيّا على الاستعداد ، لمواجهة اخطار محتملة على القوات الاميركية ، في "الشرق الأوسط" كما في جنوب شرق اسيا .

خامسا : اما اذا تساءل البعض عن المنطق الذي تستند اليه الخطوات الاستباقية ومسارات خطوط الامداد المخطط لإنشائها ، والمشار اليها آنفا ، وعدم الاعتماد على القواعد الاميركية الموجودة في تركيا ، التي هي عضو في حلف شمال الأطلسي ، وتمتلك بنية تحتية عسكرية تتطابق مع معايير الحلف ، الى جانب ان لدى الامريكيين احدى اهم قواعدهم في "الشرق الأوسط" وهي قاعدة انجرليك .

نقول انه اذا ما طرح هذا التساؤل فمن الضروري التذكير بما يلي :

أ)صحيح ان تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي ولكنها تمتلك علاقات اقتصادية وتجارية غاية في الاهمية مع كل من روسيا والصين وايران . ما قد يجعلها ترفض السماح للأمريكيين باستخدام هذه القاعده في اَي حرب مستقبلية مع تلك الدول . وهو ما حصل إبان غزو العراق سنة ٢٠٠٣.

ب)كما ان القاعدة الامريكية في عين الأسد ، الواقعة غرب الرمادي في محافظة الأنبار العراقية ، تمتلك طاقة تشغيل عملياتية تساوي ثلاثة أضعاف طاقة قاعدة انجرليك التشغيلية . بالاضافة الى انها اقرب جغرافيا ، الى القواعد الاميركية في الخليج الفارسي، وترتبط بشبكة مواصلات او طرق دوليه جيدة ، بالمقارنة مع اَي طريق امداد محتمل من انجرليك ، عبر المناطق الجبلية الوعرة في جنوب شرق تركيا وشمال العراق .

سادسا: بناء على ما تقدم فاننا نرى ان اقصر الطرق ، لتلافي دخول العراق في اية صراعات عسكرية دولية مدمرة ، هو العمل على ازالة الاسباب التي قد تؤدي الى انزلاق العراق الى مثل ذلك الامر . علما ان اهم تلك الاسباب هو وجود القواعد العسكرية الاميركية على أراضيه والتي ستتحول الى اهداف عسكرية لقوات الطرف الاخر في الحرب المفترضة .

وهذا يعني ، حسب قراءتنا التحليلية الموضوعية ، انه من واجب العراقيين كلهم جميعا ان يعملوا على تحقيق هدف اخراج القوات الاميركية من بلادهم ، لان الخطر الناجم عن تواجد هذه القوات سيشمل كل العراقيين ، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية او الدينية او العرقية .

خاصة وان اسباب تواجد هذه القوات ، وهي كانت نظرية فقط ، قد انتفت تماما . فلم تعد عصابات داعش تشكل تهديدا للدولة العراقية ، وذلك بجهد القوات المسلحة العراقية وليس بجهود قوات ما كان يسمى بالتحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة التي كانت تناور بالعصابات المسلحة وتقوم بإمدادها بكل وسائل البقاء وذلك لمنع عودة العراق لممارسة دوره الريادي في المجموعة العربية ولتحويله الى منصة للعدوان على الدول المجاورة ، سواء ايران او سورية ، وهو ما أعلن عنه الرئيس الاميركي يوم امس .

الامر الذي يتطلب قيام البرلمان العراقي ، وفِي اقصر الآجال ، بِسَنِ تشريعٍ يُلزم الحكومة ليس فقط بإخراج القوات الاميركية من العراق وانما إلغاء ما يسمى باتفاقية التعاون الأمني مع الولايات المتحدة الاميركية ، التي ستبقى تستخدمها اداة لإدامة الهيمنة الامريكية على القرار السياسي العراقي ، الامر الذي يعني الإبقاء على العراق خارج دائرة الفعل والتطور الداخلي .فلا استقلال مع وجود قوات اميركية فرضت هذه الاتفاقية على الشعب العراقي إبان احتلالها العسكري لارض العراق .

من هنا فان الشعار الموحد لكل العراقيين ، يجب ان يكون:

Yankee Go Home

ارحل ايها اليانكي....!

بعدنا طيبين قولوا الله