kayhan.ir

رمز الخبر: 89830
تأريخ النشر : 2019February02 - 20:33

الحكومة اللبنانية أربكت الاميركان والصهاينة


مهدي منصوري

بعد مخاض عسير استمر 9 اشهر ونيف ولدت الحكومة اللبنانية وبعملية قيصرية بسبب الضغوط الكبيرة الداخلية والخارجية خاصة من طرف واشنطن وتل ابيب والرياض من اجل ان تخرج الحكومة وحسب المقاسات التي وضعتها في حساباتها، الا ان صمود الشعب اللبناني وصبره وتحمله مدى هذه المدة جاءت الحكومة الجديدة خارج المقاسات الاميركية الصهيونية الضاغطة وتحققت فيها ارادة الشعب من خلال الاستحقاق الانتخابي والذي اريد له ان يقبر في مهده.

وواضح ان المقاومة قد كان لها دور فاعل في ان تخرج الحكومة الجديدة ولهذه الصورة التي اقلقت الصهاينة بالدرجة الاولى ومن بعدهم اميركا وحلفائها، وذلك من خلال ماكشفه الموقع الالكتروني الاستخباري الصهيوني "ديبا" في رد فعله على اعلان تشكيل الحكومة اللبنانية من اذ ساد لدى الطرفين الاميركي والاسرائيلي قلق كبير جراء استحواذ حزب الله على نسبة كبيرة من الحقائب الوزارية.

وقد اوضح الموقع في هذا المجال بالقول "ان الكيان الغاصب قد فقد ردعه السياسي بعد استحواذ حزب الله على نسبة كبيرة من تشكيلة الحكومة خاصة بعد تعيين علي حسن خليل وزير المالية مما يعني وحسب ما ذكر الموقع ان حزب الله وبهذا المنصب قد سيطر على مقدرات الحكومة السياسية المالية.

واما واشنطن وفي رد فعلها الذي جاء على لسان وزير الخزانة الاميركية لشؤون تحويل الارهاب مارشال بيلنجسكي الذي تساوق مع القلق الصهيوني بالسؤال: "ان استغلال حزب الله موقعه في الصحة والمالية لتمويل انشطته في هذا المجال مما يعكس فقدان الردع الاميركي الاسرائيلي في لبنان وسوريا امام محور المقاومة "ايران وسوريا وحزب الله".

واشارت اوساط سياسية لبنانية ان الدور الذي لعبه حزب الله والسيد حسن نصرالله كان مؤثرا وجوهريا باعطاء الحق الى اصحابه ليس اكثر واشارت هذه المصادر الى ان الحزب اراد ان يجسد التوازن النيابي داخل الحكومة.

واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان تشكيل الحكومة اللبنانية وبهذه الصورة التي خرجت عن حسابات الاميركان والصهاينة يعد نصرا كبيرا لمحور المقاومة وانكسارا كبيرا لكل المخططات الاجرامية الاستكبارية التي تريد من خلال ممارسة الضغوط وخلق الازمات لفرض هيمنتها على مقدرات شعوب المنطقة، مما يعكس وبصورة لا تقبل النقاش ان عصر الهيمنة وفرض الارادات على الشعوب قد ولى، وان العالم الجديد الذي يعتمد على قدرات الشعوب قد بدأ تظهر ملامحه في الافق بحيث تتحسر كل الارادات الفاسدة التي تريد فرض هيمنتها بالقوة وفرض الاتاوات.