جعجعة ترامب بلا طحين
مهدي منصوري
الماكنة الاعلامية الاميركية والصهيونية وبعض الابواق الخاوية في المنطقة والتي تساير هذه الماكنة بدأت بخلق اجواء ملبدة بغيوم الحرب او المواجهة مع محور المقاومة والتي تمثل راس الهرم فيه ايران الاسلامية.
وبطبيعة الحال فان اثارة مثل هذه الاجواء لم يكن جديدا على محور الشر الاميركي الصهيوني وقد سبقه وقبل عدة سنوات مثل هذا الامر بحيث وصلت القناعات لدى الكثيرين ان اميركا ستهاجم ايران بين لحظة واخرى خاصة وانها قامت بمناورات على المستوى العسكري والسياسي، ولكن تبين بعد حين ان الامر لا يتعدى سوى حرب نفسية للخروج من المأزق التي كانت تعيشه الولايات المتحدة آنذاك لفرض اجواء ضاغطة على طهران للتنازل عن ثوابتها التي آمنت بها وان تكف يدها عن تقديم الدعم للقوى المعادية للعنجهية الاميركية الصهيونية.
واليوم تتكرر نفس الاسطوانة المشروخة السابقة الاانها تحمل نكهة جديدة تختلف عن سابقاتها لان واشنطن تعيش وفي ظل رئاسة المختل عقليا ترامب حالة من الهزيمة الكبرى وعلى مختلف المستويات سواء كانت في الداخل الاميركي والتي اشتعلت ناره بعد سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب والتي وضعت الادارة الاميركية في مأزق داخلي يصعب التكهن بنتائجه بالاضافة الى العزلة الاميركية العالمية والتي لم تشهدها الولايات المتحدة من قبل، اذ ان الموقف الدولي اليوم قد اختلف كليا عما سبق واخذ جانب المواجهة بدل من الموافقة وما الاحداث على المستوى الاقليمي والدولي الا دليل قاطع على ذلك . والتي تجلت اكثر بالامس في الوقوف الى جانب الشعب الفنزويلي وبالضد من الموقف الاميركي الذي يريد تغيير الاوضاع بهذا البلد خارج الاطار الديمقراطي المعهود، وكذلك سينسحب الامر على منطقة الشرق الاوسط اذ وبعد هزيمة الارهاب المدعوم اميركيا والذي لم يستطع ان يحقق لواشنطن مطامعها في المنطقة دفعها للذهاب الى اساليب تتنافى مع ابسط قواعد المواثيق الدولية وذلك بالتدخل السلبي في الشأن الداخلي لهذه الدول لتغيير المعادلات القائمة وعلى حسب مقاساتها.
والواضح في هذا الامر ان شعوب المنطقة التي تريد الحفاظ على سيادة واستقلال بلدانها لايمكن ان تفتح الابواب مشرعة امام المطامع الاميركية التي خلقت حالة من الرفض الشعبي القاطع للتحركات الاميركية، متوعدة واشنطن وفي حالة ارتكاب أية حماقة فانها ستكون هي الخاسرة الوحيدة في الميدان لان ارادة الشعوب لايمكن ان تقهر، وبنفس الوقت فان الادارة الاميركية وعلى رأسها المتهور ترامب تدرك جيدا انه لن تستطيع ان تفعل شيئا لان مصالحها في المنطقة والعالم ستتعرض لخطر كبير قد لايمكن تصور يوما ما، ولذلك فان جعجعة ترامب ستكون وكما يقال بلا طحين وتقع ضمن استعراض العضلات ولا غير.