الكاتب الفرنسي "تيري ميسان" ، يكشف عن دور تجار الاسلحة في ايصال ماكرون لسدة الحكم
طهران- كيهان العربي:- تمر على احتجاجات فرنسا احد عشر اسبوعاً دموياً وهي كسابقتها اذ خلفت 223 معتقلاً ليضافوا لغيرهم من المعتقلين.
الصحيفة إلتقت بأحد خبراء الشأن الفرنسي ومؤلف كتاب "الحادي عشر من سبتمبر الكذبة الكبرى" وهو شخصية اعلامية يعيش وسط الاحتجاجات الشعبية. وقال ان الشرطة الفرنسية تستخدم اسلحة لا تقل بشاعة عن السلاح الكيمياوي.
وكشف "تيري ميسان" للصحيفة ان الحكومة الفرنسية استخدمت الغازات الكيمياوية لقمع المحتجين من "السترات الصفراء" كما واستخدموا اطلاقات نارية من نوع "فلش بال" وهي طلق ناري تتوسط في تأثيرها بين الطلق الحربي وغير الحربي!
وحين وجه سؤال للكاتب الاعلامي "تيري ميسان" بان هل هناك احتمال استخدام السلاح الكيمياوي ضد المتظاهرين من قبل الشرطة الفرنسية؟
فاجاب ميسان: هذا غير صحيح. فالشرطة بامكانها ان تستخدم الغاز المسيل الدموع حسب القانون لاجل تهدئة الامور. فان كان ما يقصد كالسلاح الذي استخدم خلال الحرب المفروضة لثمان سنوات ضد ايران. والتي كانت غازات تؤثر على الاعصاب، فهذا غير صحيح. ولكن "ديلي ميل" قد نشرت هذا الخبر لاول مرة. وجاء في الخبر الذي نشرته بان الغاز المسيل للدموع الذي استخدم من قبل الشرطة الفرنسية له استخدامات واسعة ويمكن ان تتضمن غازات كيمياوية خطرة. ففي بريطانيا تفرض قيود على استعمال هكذا غازات ولا تشمل غازات متنوعة وبشكل مطلق. وينبغي هنا ان اذكر بان نشرة "ديلي ميل" مقربة جداً بوكالة المخابرات البريطانية. وان فرنسا قد لعبت دوراً سلبياً في قضية البريكست حسب المنظر البريطاني، ولذا تعتبر هذه الدعاية الاعلامية انتقاماً سياسياً بالرغم من ان هذا الموضوع لا يبرئ الجانب الفرنسي. والامر المهم هنا هو استخدام الشرطة الفرنسية لسلاح باسم "فلش بال" للسيطرة على الاوضاع وهو مثير للقلق. فهذا النوع من السلاح خطر جداً ويجب التعامل معه بحيطة. ومع ذلك فانه في ظل الظروف الحالية فقد استخدم السلاح بابعاد واسعة، مما ادى الى جرح واعاقة الكثير من النساء والاطفال.
كما ان الآلاف من المحتجين قد زجوا السجون دون ان يعرفوا تهمتهم بانتظار المحاكمة. انها سياسة حكومة (ماكرون) لاخافة الشعب وتقييدهم.
كما وجه سؤال لـ "ميسان" انه لطالما انتقدت فرنسا وضع حقوق الانسان في الدول الاخرى لا سيما ايران، وها هي اليوم تقوم بقمع شعبها، ما هو توضيحكم لهذا الامر؟
ان الحكومة الفرنسية الحالية تنفرد باصول لادارة البلاد الا انها لا تؤمن بتفعيل هذه الاصول. فهي تتملص بسهولة من اصولها لا سيما ان شعرت انها في خطر. والسؤال الآخر هو، هناك من يرى ان الازمة الحالية في فرنسا ليس لها طريق حل اقتصادي والامور بلغت لطريق مسدود فما هو رأيك؟
ان الازمة الحالية بدأت جراء رفع الضرائب وسعر الوقود. فلا يعترض الناس على قانون الضرائب وانما يرون ان برفع الضرائب تصاب امور المعيشة بشلل. كما وينبغي الالفات الى ان ازمة الغرب الاقتصادية قد اخذت بعداً جاداً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وقد وصلت الآن للاوج. فبعد الانهيار تلخصت سياسة الغرب في الجانب المالي. اذ تحولت قيمة الغرب لما يقبضه الشخص من أرباح. ولما كانت الرأسمالية اسلوباً وليست اطروحة سياسة، ولذا فقدت المنظومة الحكومية برنامج عملها من وجهة نظر الشعب. فلا رغبة للانتاج لدى الغربيين. ولا يوجد دافع لتوزيع الثروة، ولا رغبة باي عمل جماعي، من هنا نرى الانتاج الصيني يغزو السوق الاوروبية.
ان الازمة على درجة من العمق بحيث تحتاج الى ثورة سياسية والى ثورة اقتصادية وثورة روحية، وجاء الوقت الذي ينبغي ان نضع حداً لنقل رؤوس الاموال في العالم. بشكل مفتوح. وعلينا انهاء العقود الظالمة لـ 25 عاماً مضت، ونعمل على توزيع الثروة بشكل عادل، وإلا سنكون خصوم بعضنا.
والسؤال الاخير كان، كيف تقيم مستقبل ماكرون؟
ان ماكرون لم يجرب قبل انتخابات رئاسة الجمهورية اي انتخاب من قبل الشعب. فهو استفاد من دعم الرأسماليين الدوليين مثل "هنري كراويس". فهو رأسمالي كبير، يعرف كتاجر للاسلحة، وهو اكبر داعم لعصابات داعش. ان ماكرون يمثل جزءاً من اخطاء الماضي.