kayhan.ir

رمز الخبر: 89507
تأريخ النشر : 2019January27 - 20:37

في قراءة الثورة المصرية.. دروس وعبر بعد ثمان سنوات


بالامس مرت ثمان سنوات على عمر الثورة المصرية، فيما تعكس قراءة للثورة المصرية المغصوبة كيف تسبب اعتماد نخب الثورة على بعض الدول الغربية في تعريض مستقبل البلد للمخاطر.

فقد شهدت مصر وهي محور العالم العربي عام 2011 ثور كان يتصور انها ستكون رائدة في احتذاء سائر الدول الدكتاتورية العربية بها. اذ ان حركة بسيطة في الشارع المصري تنعكس على مدن العالم العربي. الا ان هذا الامر لم يحدث وانحرفت الثورة المصرية وتمت مصادرتها فبعد ثمان سنوات من الثورة والتي اسقطت نظام الدكتاتور حسني مبارك، تمت تبرئة مبارك وازلامه رغم ملفات الفساد وارتكابه جرائم قتل بحق المعارضة، وحتى في المحاكم شهدوا ضد شخصيات الثورة البارزة عام 2011! ومثاله شهادة حسني مبارك ضد "محمد مرسي" الرئيس المصري الاول الذي تم انتخابه خلال التاريخ المصري العاصر.

وهكذا انتهت الثورة بانقلاب عبد الفتاح السيسي المدعوم من نظام آل سعود، "واسرائيل" واميركا، ولكن لماذا انحرفت الثورة؟ لربما نجد اهم دليل لانحارفها هو عدم وجود قيادة مقتدرة بعيدة الافق. ففقدان هكذا زعيم تسبب في ان تتحول الثورة التي بدأت بشعارات معادية للصهاينة واميركا، ومع مجيء مرسي اقتربت من سياسة اميركا واسرائيل! متصورا انه بالاعتماد على السعودية واميركا والنظام الصهيوني، يتمكن من الاستمرار في حكومته، في الوقت الذي تكون ضربة مهلكة من هذه الانظمة. فبدل ان يلغي مرسي اتفاقية كامب ديفيد وهي واحدة من مطالب الثوار سعى لقطع العلاقة مع محور المقاومة، لاسيما مع سورية. اذ اعلن مرسي خلال تظاهرة؛ "ان مصر اليوم عازمة على قطع علاقاتها مع حكومة بشار الاسد وغلق السفارة السورية في مصر". كما وعلن عن عودة القنصل المصري في دمشق، وطالب الدول الغربية لتطبيق حظر الطيران في سورية.

وحين هاجم الكيان الصهيوني قطاع غزة لم يصطف الى جانب الشعب الفلسطيني.

صحيفة "الشرق الاوسط نقلت بدورها عن وزارة الخارجية الاميركية قولها: "خلال الحرب الصاروخية بين اسرائيل وحماس، تخابر اوباما ومرسي لفترات مديدة. ولكن نتيجة هذه السياسة كانت حصول انقلاب عسكري على مرسي. اي ان مرسي وبدل ان يتحرك صوب الاصول الثورية للشعب المصري سعى للتقرب من الغرب و"اسرائيل" وبالتالي جنى عاقبة ثقته. هذه اكبر عبرة نعتبرها من الثورة المصرية لجميع دول المنطقة. وفي الحقيقة ان اميركا وكما سحبت دعمها عن حسني مبارك في ايامه الاخيرة، كذلك دفع بمرسي باتجاه مذبح اهدافه. واليوم تعود مصر لنقطة البداية وهيمن العسكر على اركان القدرة. فلمصر اليوم علاقات مقربة من آل سعود والنظام الصهيوني.