أميركا تهدد العراقيين بمواجهة مفتوحة
مهدي منصوري
يعتقد المراقبون ان اميركا اليوم تعيش حالة من الاختناق الكبير الذي سيؤدي بها الى الهلاك الذي تؤيده كل المؤشرات على أرض الواقع، وفي نظرة سريعة يمكن القول ان واشنطن قد وضعت خطة استراتيجية للتحكم بمصير شعوب المنطقة بالسيطرة على مواردها وثرواتها، وقد كانت تعتقد ان هذا الامر سهل يسير ويمكن الوصول اليه بأسهل السبل فكانت البداية غزوها الغاشم على العراق واحتلاله ليكون المنطلق الاول والاساس لتنفيذ هذه الخطة، الا أن مسير الاحداث في العراق اوضح ان الحسابات الاميركية لم تكن دقيقة وتنقصها الكثير من الدقة في المعلومات، لان وكما هو واضح كانت واشنطن تعتقد ان غزوها للعراق واحتلاله يفسح لها ادارة شؤون العراق عن طريق مباشر ومن خلال عملائها في الداخل العراقي وخصوصا فلول صدام المقبور،الا ان صناديق الاقتراع اوضحت حقيقة كانت غائبة عن اذهان الاميركان وهو ان الشعب العراقي يحمل حقدا كبيرا عليهم وانه لا يريد ان يعود لادارته وبالوكالة، بحيث وقف ومنذ اللحظة الاولى في مواجهة مع الاميركان وكبدهم خسائر بشرية فقدوا فيها اكثر من اربعة الاف جندي بالاضافة الى الخسائر الاخرى خاصة خروجها المذل من الاراضي العراقية والذي لم يكن يتوقعه احد والذي اعتبر هزيمة كبرى للاستراتيجية الاميركية.
وبعد فشلها هذا حاولت الادارة الاميركية ان تختلق الذرائع والحجج من اجل العودة الى العراق بأسلوب ظاهره الرحمة وباطنه العذاب الشديد وذلك بجمع المرتزقة من مختلف دول العالم وتشكيل المجاميع الارهابية وتوفير الظروف لهم بالتواجد على الاراضي العراقية لتكون اداة ضاغطة على الحكومة العراقية بطلب مساعدتهم للقضاء على هؤلاء الارهابيين، ولكن المرجعية العليا وبفتواها التأريخية كانت لهم بالمرصاد بحيث استطاعت وبتشكيل قوات الحشد الشعبي الذي خرجت من رحم العراقيين ان تكون هي المنقذة للعراق من خطر الارهاب، وبذلك وضع الاميركان في حالة من الارباك والقلق الكبيرين، وفعلا تحقق النصر الكبير على الارهاب على يد ابناء المرجعية الابطال مما جعل اميركا وعملاءها في الداخل العراقي خاصة فلول صدام المقبور أن تضع هذه القوة العراقية في صف الاعداء واخذت تفبرك الاحداث الكاذبة من اجل تشويه الصورة الناصعة والبيضاء لهذه القوات في اذهان العراقيين لتستطيع تحقيق مآربها في الاستفراد بهذا البلد.
الا ان كل هذه الالاعيب لم تستطع توصل واشنطن ولا الذين يسايرونها من الوصول الى تحقيق هدفهم الاساس، فلذا لم تجد بداً من ان تذهب الى لغة التهديد التي عهدها العالم وذلك من خلال ما صرح به رئيس اركان الجيش الاميركي لقناة "فوكس نيوز" الاميركية بالقول "انه تم تشكيل قوات خاصة للمداهمات بدأت عملياتها في العراق" اي وبعبارة صريحة وواضحة ان واشنطن وبهذا التصريح تريد ان تقول للشعب العراقي ان يكونوا على استعداد للاستسلام للاميركان ليكونوا كبش فداء لعنجهيتها الاجرامية.
الا ان على اميركا ان تدرك جيدا ان هذا الامر لايمكن لها تحقيقه او تنفيذه لان المرجعية العليا الحارس الامين للشعب العراقي وكما استطاعت ان تحشد القوى لدحر عملائها الارهابيين فانها قادرة اليوم وبما يملكه الحشد الشعبي من قدرات بشرية وعسكرية ان يقلب الطاولة عليهم وأن يخرجهم من الارض العراقية اذلاء خاسئين.