kayhan.ir

رمز الخبر: 89487
تأريخ النشر : 2019January27 - 19:13

هذا السيد حسن نصر الله للذي لا يعرفه


د.يحيى أبو زكريا ‏

كثيرون تأثروا بإعلام الزيف و تحريف الرأي العام و السيكولوجيا خصوصا و قد ‏سخرت مئات ملايين الدولارات لتشويه سمعة السيد حسن نصر الله و رجال الله ‏الخلّص المقاومين ..أما أنا الذي شاءت الأقدار أن أرتبط بفكر المقاومة منذ ثلاثين ‏سنة فسأحدثكم قليلا عن السيد حسن نصر الله و سأفيض في دراسات و مؤلفات ‏لأن هذا الرجل يستحق فعلا أن نحلله و ندرسه ..‏

مبدئيا هذا الرجل ليس من أهل الدنيا فلا غنى يهمه و لا ثروة ولا دور , و قد كان ‏طالبا في حوزة النجف الأشرف جاور سيد الزاهدين و العارفين و قطب العرفان و ‏غوث الذاكرين علي بن أبي طالب ...و درس في قم المقدسة بجوار فاطمة المعصومة ‏أخت الإمام علي بن موسى الرضا نزيل أرض طوس في خراسان ..‏

و فوق هذا وذاك تزود من معين العرفاء و الصالحين و الذاكرين , فكان جهاده ‏التعبد و قد سميته منذ سنوات العبد الصالح , و عندما قاد مسيرة حزب الله كان ‏كأي مجاهد يحضر إلى الرباط و ينضم إلى الدورات , و أسألوا عنه جبال الصافي و ‏البقاع و غيرها و غيرها ...‏

هذا الرجل كان مهوسا و لا يزال بالهم الإسلامي و الحضاري و الوحدة الإسلامية , لم ‏يتناول صحابيا , و لا ذم طائفة إسلامية و لا مسيحية على الإطلاق , معركته الأساس ‏كانت مع أمريكا و الكيان العبري و حركة الظلم في العالم العربي ..‏

هو ليس عبدا لإيران نهائيا كما يصف البعض , هو يتعاطى شرعيا و فقهيا مع ولاية ‏الفقيه التي تلزمه السماع للفقيه الأعلم الجامع للشرائط ..‏

كنت مع جيل التأسيس لقناة المنار و إذاعة النور , وتابعت كافة تصريحاته , السيد ‏حسن نصر الله مسار إلهي واحد , هو هو لم يتغير قيد أنملة ..شابت لحيته لهول ‏المهمات و المؤامرات و تكالب الدنيا عليه ..لكن قلبه ما زال شابا قويا , و هكذا ديدن ‏العلماء , هم لا يكبرون , و لا يخرفون , حتى إذا ذبلت أجسادهم تظل عقولهم قوية ‏و فعالة ...‏

التاريخ قد لا ينصفه اليوم ..رغم حضوره في قلوب الأحرار و الشرفاء الذين يدعون ‏له اناء الليل و أطراف النهار , لكن التاريخ قطعا سينصفه ..‏

من طريف ما جرى لإبني علي أنه حضر و هو صغير محاضرة لسماحة السيد حسن ‏نصر الله , و كان علي مع أمه , و عندما أتم السيد محاضرته تقدم نحو السيد ‏فوضع السيد يده المباركة على رأس علي , و ما زال علي يقول لي : الله أجمل " ‏سحسوح في حياتي " من يد السيد ..‏

هذا السيد لم يعش حياة كالتي تعيشها أنت و غيرك , عمل متواصل , لقاءات حتى ‏في دجى الليل , تغيير الأماكن , و رغم كل ذلك المواظبة على الدعاء و الصلاة و ‏القراءة و إستحضارة مآسي أهل البيت ..‏

هذا الرجل هو هدية من الله لنا , و في كتب علم الكلام هناك بحث مطول عن ‏اللطف الإلهي , تخيلوا لو أن السيد حسن نصر الله لم يكن في حياتنا , لكان زمننا ‏إسرائيليا أمريكيا بإمتياز ..‏

سنرفع رؤوسنا عاليا و سنفتخر كثيرا ...لأننا عشنا في زمن السيد حسن نصر الله ..‏