kayhan.ir

رمز الخبر: 8944
تأريخ النشر : 2014October22 - 21:33

كوباني.. فضيحة اميركا المدوية

طهران التي اضحت خلال الايام الاخيرة محطة دبلوماسية مكثفة باتت هي من تمسك بورقة محاربة داعش الحقيقية على الارض من خلال دعمها العملي للدول التي تحارب هذه الزمرة الدموية الضالة التي انحسر تحركها واصبحت في موقف صعب ودفاعي في الفترة الاخيرة وكوباني او عين العرب نموذج لما تعانيه داعش مما اضطرت اميركا ان تدخل على الخط وتلقي بالسلاح والذخيرة الذي كان اساسا هو لدعم المقاتلين الاكراد في كوباني، على المناطق التي تسيطر عليها داعش والتي عجزت حتى اليوم من الاستيلاء على هذه المدينة بالرغم من قلة امكاناتها الدفاعية.

الفضيحة الاميركية الجديدة التي حاولت عبثا ان تلبسها ثوب الخطأ وتضلل الرأي العام الاميركي والعالمي بانها ستحقق بالموضوع، عرت بشكل جلي حقيقة ازدواجيتها ومواقفها النفاقية فهي تغير باستمرار من سياستها وفقا للتغيرات الميدانية التي تصب في اطار الحفاظ على مصالحها بعيدا عن أي موقف انساني او اخلاقي.

عقب تصريحات جون كيري وزير الخارجية الاميركي بان "كوباني لم تعد اولوية في الاستراتيجية الاميركية" والتي كانت لما مردورات سلبية جدا في الاوساط الاقليمية والدولية هربت الادارة الاميركية الى الامام لمعالجة هذا الموقف عبر الايحاء بانها ستوصل السلاح الى المدافعين عن كوباني في اطار تخرصات الواهية بانها تريد محاربة داعش الا انه انكشفت على حقيقتها عندما بثت بعض المحطات التلفزيونية سقوط هذه الاسلحة على المواقع التابعة لداعش.

ومهما فعلت واشنطن وتفننت في خباثاتها لطمس الحقيقة فانها اعجز من ان تتنصل عن مسؤوليتها في ايجاد هذا الوحش الدموي بالمال السعودي والقطري والتعاون التركي وهذا ما اقره نائب الرئيس الاميركي بايدن الذي اضطر لاحقا للاعتذار لحسابات معينة دون ان يكذب ما قاله في هذا المجال. وبالامس خرج الوليد بن طلال هو الاخر ومن داخل العائلة المالكة السعودية ليعترف بدور بلاده والدول الخليجية في ايجاد هذا الوحش الذي بات يحاصرهم اليوم في عمق دارهم ويؤرقهم بشكل كبير.

الاوساط الاقليمية فهمت تصريحات الوليد بن طلال انها رسالة سعودية خجولة الى محور المقاومة والى طهران بالذات بانها لم تعد في هذا الموقع بتاتا وقد اتخذت اجراءات صارمة لوقف تمويلها وقد باتت تشعر بالخطر مدركة بان اميركا ستستغل ورقة داعش حتى ضد من ينصفون بحلفائها لكنهم يعرفون قبل غيرهم انهم في خانة لا حول لها ولا قوة.

الاتراك الذين انكشفوا في كوباني بأسوء ما يمكن وصالوا وجالوا كثيرا في الساحتين السورية والعراقية عبر دعمهم للقوى التكفيرية وفي مقدمتها داعش عسى ان يحصلوا على مواقع نفوذ، هم اليوم ليسوا احسن حظا من زملائهم العرب الذين تورطوا في هذا المستنقع الذي لا حدود له وباتوا في دائرة الهدف بعد ان خسروا جميع اوراقهم لكن مكابرتهم تمنعهم من طلب الاستمداد، الا ان واقعهم يفصح عن ذلك.

الفشل الذريع الذي يواجه داعش هذه الايام على الارض وان انحسارها المتواصل ميدانيا في الساحات العراقية والسورية واللبنانية اربك بشدة دوائر القرار الغربي وخاصة الاميركي وبات تخبطها اوضح من الشمس في كوباني الذي سبب لها فضيحة مدوية لا تعرف كيف تعالجها، فما بالك باوضاع الدول الذيلية التي تدور في فلكها؟!