kayhan.ir

رمز الخبر: 89426
تأريخ النشر : 2019January26 - 20:32

ثورة يناير لن تخمد


مهدي منصوري

مرت بالامس القريب الذكرى الثامنة لثورة الشعب المصري في 25 يناير والتي استطاعت ان تطيح بفرعون مصر مبارك من عرشه وبصورة قياسية غير متوقعة لانه وفي الحسابات السياسية ان مبارك لايمكن ان ينهار حكمه امام الضغط الشعبي بسبب اسلوب القمع غير المعهود ضد ابناء الثورة وكذلك الدعم الصهيوني ـ الاميركي، ولكن وكما قيل "ان ارادة الشعوب اقوى من الطغاة" فان ابناء الثورة تمكنوا ان يحققوا الخطوة الاولى باسقاط مبارك، لكن وللاسف ولعدة عوامل مجتمعة لم تسنح لهم المؤامرات التي حيكت ضدهم من ان يستثمروا هذا النصر باستلام مهام ادارة الاوضاع بحيث والكل يعلم انهم وبفذلكة الانتخابات قد وضعوا بين كماشة رجال النظام السابق كأحمد شفيق وتنظيم الاخوان الذي تمكن كيف يستغل الموقف ليتصدر العمل السياسي واصبحوا ابناء الثورة بين العودة الى نظام مبارك ام انهم يضعون ثقلهم مع الاخوان لكي تأخذ الثورة مجراها فاختاروا الاخوان، ومما يؤسف له ايضا ان الاخوان الذين كان يفترض بهم ان يقودوا البلاد بروح من الديمقراطية ومشاركة الجميع في ادارة الحكم الا انهم استفردوا وبصورة بشعة بحيث ابعدوا ابناء الثورة بعدم منحهم اي منصب وكان من الواضح انهم وقعوا ضحية اوامر واملاءات بعض الدول الاقليمية التي اعتبرت الثورة وان تمكنت من السيطرة على الاوضاع ستتغير الكثير من المعادلات في المنطقة لما لمصر من موقع مهم في المنطقة.

وبسبب السلوك الانفرادي للاخوان والذي لم يلق القبول من الشعب المصري بحيث فتح الباب على مصراعية امام فلول نظام مبارك من خلال اغداق الاموال الخليجية ان يمتلكوا زمام الامور ولكن بوجوه جديدة تعكس الوجه البشع لمبارك. وبذلك وكما يقال قد اختطوا نفس الطريق الذي كان يختطه مبارك من ابقاء الاحكام العرفية وحالة الطوارئ من اجل اسكات الاصوات المعارضة بحيث وصفت المنظمات الانسانية والحقوقية مصر اليوم بالسجن الكبير.

واليوم فان الشعب المصري وابناء الثورة يعيشون حالة من الخوف والسكون الحذر خاصة وانهم قد منعتهم سلطات السيسي من الاحتفاء بهذه المناسبة علنا فلم يتبق لديهم سوى انهم وجدوا المقاهي الشعبية التي في محيط ميدان التحرير من الثورة خير متنفسا للتعبير عن احتفائهم بهذه الذكرى واصبحت ملتقا وكما اشارت وسائل الاعلام لابناء الثورة الذين طالهم السجن والملاحقة الامنية قبل سنوات.

وقد ذكرت منظمة العفو الدولية واصفة هذه الاجواء الحاكمة ان مصر في عهد السيسي اصبحت اخطر من اي وقت مضى على المعارضين. واضافت ان مصر اليوم اصبحت "سجنا كبيرا" للمنتقدين والمعارضين.

وقد اشارت اوساط اعلامية مصرية مؤكدة ما ذهبت اليه منظمة العفو الدولية من ان المصريين الذي يعبرون عن ارائهم بطريقة سلمية من خلال تغريدات لهم على وسائل الاتصال الجمعي يعاملون كمجرمين وان الكثير منهم اعتقلوا لمجرد التغريد.

واخيرا ورغم الصمت الحذر الذي ينتاب ابناء "ثورة يناير" الا انهم لازالوا يعبرون عن اصرارهم واستمرارهم في الثورة التي اصبحت حبيسة النفوس من خلال الاجتماعات التي يقومون فيها في بعض المناطق ليعبروا عن رايهم في الاوضاع القائمة غير عابئين بالاجراءات الامنية القاسية التي يمارسها نظام السيسي، ولابد ان تأتي الساعة التي يصدح صوت الثورة المصرية الرائدة والرافضة لكل انواع الهيمنة عاليا ليعيد الاوضاع الى نصابها وليخرج الشعب المصري من السجن الكبير الذي يعيشون معاناته في كل لحظة و آن.