صفعة من مجلس التعاون للسعودية
مهدي منصوري
توقعت صحيفة "ناشنال انترسيت" الاميركية استغناء كل من الدول الثلاث قطر والكويت وسلطنة عمان عن السعودية كعضو فعال في منظمة دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي وعللت هذه الدول سبب اتخاذ هذا القرار بابعاد الرياض هو السياسات غير المدروسة لحكومة بني سعود خاصة ولي العهد محمد بن سلمان والاضطرابات والاوضاع الداخلية غير المستقرة التي تمر بها الرياض.
واذا صح هذا القرار وكما أوردته الصحيفة الاميركية ورغم كونه جاء متاخرا جدا الا انه جاء في الوقت المناسب، لان حكومة بني سعود والتي اختفت وراء الشعار المزيف حماية الحرمين وغيرها من الادعاءات الاخرى قد تطاولت بحيث خلقت الازمات والمشاكل ليس فقط للشعوب الخليجية والذي يحدث في البحرين من تعسف واجرام بحق الشعب البحريني لم يكن ان يحدث لولا الدعم السعودي، وكذلك الازمة التي افتعلتها مع قطر والكويت مؤخرا، والازمة المستخدمة مع الامارات بسبب السياسات الهوجاء في اليمن والتي هي اليوم تشبه النار تحت الرماد ولابد ليوم ان تخرج الامارات وتعلن عن هذه الازمة بصراحة لتلتحق مع ركب الدول الخليجية الثلاث الانفة الذكر.
وقد نشرت اوساط اعلامية وسياسية تعليقا على ما طرحته الصحيفة الاميركية ان حكومة بني سعود التي ازكمت جرائمها الانوف خاصة في اليمن والتي اوصلت البلد الى حالة قد لا يصدقها احد وبذريعة كاذبة ومزورة لا واقع لها خاصة وفي ظل حالة التعنت وعدم الاستجابة للارادة الاقليمية والدولية في حل هذه الازمة سلميا وانهاء العدوان الغادر على الشعب المظلوم، وقد تكون وكما يقال انها القشة التي ستقصم ظهر البعير والتي بدات بوادرها بقرار الدول الثلاث في مجلس التعاون.
ان ابعاد السعودية وعزلها عن منظمة دول مجلس التعاون امر لابد منه لانها فقدت مصداقيتها واثبتت انها لم تكن الدولة التي تريد الاجماع الخليجي، بل تريد ان تفرض ارادتها على هذه المنظمة لتجعلها اداة طيعة بيدها وان تكون الدول الاخرى تابعة لارادتها وهذا امر لايمكن ان تقبل او ترضى به هذه الدول لانها لم ولن تقل اهمية من السعودية اقليميا ودوليا.
واخيرا فان القرار الخليجي هذا يعتبر صفعة قوية ورفضاً قاطعاً لسياسة حكام بني سعود تجاه الشعوب اولا واتجاه الداخل السعودي لما يقوم به هؤلاء الحكام من اعتقالات لاصحاب الرأي بحيث وصلت فيه الى الاغتيال السياسي كما حدث لخاشقجي. وبنفس حالات الاضطهاد الكبيرة من خلال الاعتقالات العشوائية والتي طالت اغلب الفعاليات السعودية السياسية والاعلامية والفكرية كما انها طالت حتى القريبين من القصر الملكي والتي لا يريد بن سلمان ان يختمها مما اثار عليه الشارع السعودي في بعض المدن والمحافظات السعودية والتي قوبلت بالقمع واستخدام القوة ضد المطالبين بالحقوق. اذن فماذا تنتظر السعودية غير هذا القرار الخليجي الصائب الذي سيضع الامور في نصابها ولتكون منظمة دول لمجلس التعاون اداة لدعم واستقرار المنطقة لا لخلق الازمات فيها.