دمشق.. سندك تل ابيب
مهدي منصوري
حذر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري مجلس الأمن الدولي لعدم اتخاذه الاجراءات لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، من ان بلاده لن تسترعي انتباه المجلس فيما اذا مارست حقها الشرعي بالدفاع عن النفس ورد العدوان "الإسرائيلي" على مطار دمشق الدولي المدني بمثله على "مطار تل أبيب”، لان الهجمات التي يشنها الكيان الصهيوني على دمشق رغم مخالفتها لاتفاقية فصل القوات والمواثيق الدولية الا انه يعكس لو لا الدعم الاميركي غير المحدود لما تجرأ الصهاينة ارتكاب مثل هذه الحماقات.
واللافت وكما ذكر المراقبون ان استهداف دمشق من قبل الكيان الصهيوني جاء رد فعل على الانتصارات الكبيرة التي حققها الشعب والجيش السوري وقوى المقاومة المتحالفة ضد الارهاب المدعوم اميركيا وصهيونيا والذي شكل بدوره ضربة قاصمة لكل الامال التي عقدها الصهاينة على الارهابيين ليكونوا سياج يحفظ لهم امنهم واستقرارهم وانهم اصبحوا بهزيمة الارهاب في مرمى المقاومة، ولذلك فانه يلجأ الى قصف دمشق بالصواريخ او الطائرات من اجل تحقيق ما عجز عن تحقيقه الارهابيون، وبنفس الوقت فان القيام يمثل هذه الاعمال الاجرامية المنافية لابسط قواعد حقوق الانسان هدفه اطالة أمد الحرب وابقاء الازمة السورية قائمة. ولكن دمشق اليوم وضعت مجلس الامن والامم المتحدة امام مسؤولياتها بأن يخرج عن صمته وان يوقف الكيان الغاصب عند حده، وان مناشداته للاطراف بضبط النفس لم تعد مجدية لان دمشق لم تعد تحتمل العدوان وانها لابد ان تدافع عن سيادة ارضها وايقاف الانتهاكات الصهيونية الصارخة.
ولذا فتحذير دمشق بان تل ابيب ستكون هدفها القادم هو رسالة واضحة ينبغي على المجتمع الدولي ان يقرأها بعمق لان الكيان الصهيوني لا يمكن ان تردعه بيانات التنديد او مطالبات التهدئة وغيرها من هذه الاساليب لانه لا يفهم غير لغة القوة، فلذلك فان دمشق ستكون مضطرة بان تخاطبه بنفس اللغة التي يفهمها من اجل ايقافه عند حده وذلك بالرد بالمثل بل وبأقوى مما يتوقعه لان الشعب والجيش السوري الذين صمدا ووقفا بصلابة في مواجهة والارهاب والحاق الهزيمة المنكرة به ،قادرين على ان يسكتا ويلجما و يكبحا جماح العنجهية الصهيونية بحيث تجعلاه يندم والى الابد على اجرامه بحق هذا الشعب.