kayhan.ir

رمز الخبر: 89235
تأريخ النشر : 2019January22 - 19:58

الشعوب هي التي ترسم مصيرها لا "اميركا"


مهدي منصوري

هل يتوقع ممن اعتاد الكذب في اليوم على الاقل 5 مرات ان يلتزم او يوفي بوعوده، لانه وكما يقال ان الكذاب دوما ينسى فلذا لايمكن في يوم من الايام التعويل على مثل هذه النماذج الشاذة.

وقد اجمعت كبريات الصحف العالمية كالواشنطن بوست ونيويورك تايمز وغيرها على ان ترامب في المعدل يكذب في اليوم 5 مرات، وقد استهجنت صحيفة نيويورك تايمز الامر مؤكدة انه كذب 103 مرات في اول عشرة شهور منذ توليه منصب الرئاسة مقارنة بـ 18 كذبة فقط اقترفها الرئيس السابق باراك اوباما طوال 8 سنوات من قدرته، مما تقدم يعكس وبصورة لا تقبل النقاش انه لايمكن الاعتماد على مثل هذا الانسان في ان يوفي بتعهداته او مواثيقه، وقد ثبت ذلك من خلال تعامله مع الاتفاق الدولي بين ايران والمجموعة الدولية حول النشاط النووي الايراني اذ انه وباسلوب أحمق وغير مدروس الغى الاتفاق مع ايران من طرف واحد وأخذ يمارس اتخاذ القرارات الضاغطة من اجل اعادة النظر في الاتفاقية من خلال حوار جديد.

الا انه تبين ان قراراته الضاغطة اخذت تتساقط الواحدة بعد الاخرى وان الامال التي وضعها في حسبانه من انه سيضع طهران في الزاوية الضيقة من اجل الحصول على المزيد من الامتيازات منها قد ذهبت ادراج الرياح، لان طهران وبموقفها الثابت والتزامها بالاتفاق استطاعت ان تحظى باحترام الدول وتمكنت ان تجبر التي وقعت الاتفاق معها على الاستمرار في موقفها المؤيد لها، بحيث وضعت ترامب في موقف صعب ومحرج لعدم التزامه بمواقفه الحمقاء.

والامر لم يقتصر على طهران وحدها فالعالم أجمع أدرك وبعد مرور قرابة السنتين على ادارة الحكم في واشنطن ان ترامب لاهم له الا خلق الازمات الواحدة بعد الاخرى، وها هو يعيش اليوم في اجواء ضاغطة داخلية قاهرة جعلته وحيدا في الميدان وقد اضاف له ازمة جديدة للازمات التي اوجدها في العالم سواء كان في منطقة الشرق الاوسط او الادنى او في اميركا اللاتينية وغيرها من الدول مما اشارت اوساط اعلامية انه وفيما اذا حدثت أزمة في بلد ما لابد ان لترامب اصبع فيها، وما الاحداث في فرنسا والسودان وغيرها الا مؤشر حقيقي على ذلك وهو ما افصحته تصريحات المسؤولين فيها.

وبذلك فان اميركا اليوم وبقيادة المختل عقليا ترامب تعيش ظروفا غير طبيعية بحيث فقدت مصداقيتها لدى المجتمع الدولي بسبب الرفض لكل سياساتها وخططها ومشاريعها وقد يكون مؤتمر وارشو المصداق الواضح على هذا الامر اذ تنصلت الكثير من الدول من حضوره لانه يريد ان يفرض الهيمنة الاميركية ليس الا.

لذلك فان ايران الاسلامية التي استطاعت وعلى مدى اربعة عقود من ان تقف على قدميها شامخة رافعة الرأس محطمة كل حالات التآمر والمشاريع والخطط التي تريد النيل منها ولايمكن في يوم من الايام ان تنزل من عليائها وحظوتها لدى العالم امام ضغوط حمقاء قصيرة الامد والتي ستزول تدريجيا كما الت اليها التي قبلها.

وليعلم ترامب ايضا ان قراراته الانفرادية لن يجد من يؤيدها او يقف معها خاصة وان المعادلات الدولية اليوم ليست هي بالامس وانه لم يعد القدرة الوحيدة في العالم التي تستطيع ان تتحكم بمصائر الدول والشعوب، والاوضاع القائمة في المنطقة والعالم اثبتت ان عهد فرض الهيمنة والسيطرة قد ولى وان قدرة الشعوب هي التي تحرك بوصلة هذه المعادلات والتي تتجه حسب ارادتها والمصاديق على ذلك كثيرة ويعرفها العالم أجمع.