الرياض من الثورة الى الفتنة!
امير حسين
عبد اللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد السعودي تحدث امس الاول امام مجموعة من الدعاة الرسميين في الرياض بكلام غريب ومحيّر استوقف الكثير من المراقبين والمحللين لانه شطب فجأة على سياسات المملكة الدارجة طيلة اكثر من سبع سنوات في الازمة السورية من تحريض وثورة ودعوة الى الجهاد وجهاد النكاح واذا به ينقلب على "الثورة السورية" ويقول ان ما حل بسوريا من تشريد ودمار من فعل دعاة الفتن والشر!!
السؤال الذي يفرض نفسه من هم دعاة الفتن والشر ؟! يا معالي الوزير اليس هم علماء السلطة السابقين الذين يقبعون اليوم في سجون المملكة لمواقفهم الاخرى والامر الثاني من دفع هؤلاء الى الواجهة وحرضهم على تاجيج مشاعر الشباب في المساجد والقنوات الطائفية السعودية لزجهم وغيرهم من الشباب في محرقة الموت في سوريا والعراق. اية حماقة هذه التي تدفعكم لاستحمار الناس الى هذه الدرجة المتدنية والاستخفاف بعقولهم؟ من لا يعلم من الخلق ان تمويل وتسليح داعش واخواتها من المجموعات التكفيرية كان من النظام السعودي لدرجة حتى كتيبات فتاوى بن تيمية التي كانت توزع بين الارهابيين لتثقيفهم على الذبح والقتل والدمار كانت تطبع في السعودية.
ما حدى مما بدى حتى يجبر وزير الشؤون الاسلامية السعودي المقرب من الملك سلمان على الاذعان لهذا التراجع الفاضح عن سياسة المملكة التي بقيت حتى الاشهر الاخيرة تراهن على اسقاط الرئيس الاسد ولا تقبل باقل من ذلك حيث كان النطيحة "عادل جبير" يردد ذلك "سلما ام حربا". اذا لا شك ولاريب ان هزيمة المحور السعودي وانتصار سوريا الاسد دفع بالوزير عبداللطيف ليمهد لساسة المملكة الطريق للزحف تجاه دمشق، لان الرياض لازالت عالقة في مقتل خاشقجي ولم تتخلص بعد من الازمة الخانقة وتداعياتها التي سودت وجه المملكة وعرّت وحشيتها الدموية وقد تحتاج لسنوات حتى يقبلها المجتمع الدولي واما الشعوب فلا تقبلها الى الابد. وما ادعاه العساف وزير الخارجية السعودي الجديد من ان المملكة خرجت من ازمتها متوهم جدا ولو كان ذلك لحضر هو على الاقل قمة بيروت ممثلا عن المملكة لا وزير ماليتها.
وما كان لافتا ومشمئزا في حديث وزير الشؤون الاسلامية السعودي هو اتهامه الشنيع للشعب السوري بتدمير بلده على حد زعمه متناسيا ان القتل والدمار الذي حل بسوريا هو نتيجة لدخول آلاف الارهابيين الذين جلبوهم من اكثر من ثمانين دولة ومن تواطؤ معهم في الداخل من المغفلين او ممن اشترتهم الوهابية.
والحقيقة ان كلام الوزير عبداللطيف كان موجها الى الداخل السعودي المأزوم وتهديدا مباشرا الى ابناء شعبه بان أي تحرك على شاكلة الربيع العربي سيكون مصيره القتل والدمار وهذا ما قصده من حديثه الجديد الذي شطب على الثورة ووصفها بالفتنة والشر.