ترامب وكيفية الخروج من النفق
ازمة الاغلاق الحكومي اخذت تضرب باطنابها بعد مضي قرابة الشهرين والسجال مستمر بين ترامب وبيلوسي بحيث اخذت تظهر على السطح وبصورة طلب الثأر واستعراض القوة.
وتعكس هذه الازمة التراجع في المشهد السياسي وكما عبر عنها رئيس مجلس العلاقات الخارجية "ريتشارد هاس"انها اللعبة السياسية باتت كتصرفات "تلاميذ المدرسة" وتم تشبيهها من قبل بعض المحللين بالصورة المصغرة للاستعصاء الحكومي العراقي واللبناني.
وقد تأثر بالاغلاق الحكومي الجزئي وكما اوضحته وسائل الاعلام الاميركية 800 الف موظف فيدرالي والعديد من المتعاقدين والذي كان سببه الاساس رفض ترامب توقيع الميزانية لعدد من الادارات في رد على رفض الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب خطته لانشاء جدار حدودي مع المكسيك. بحيث اوصل هؤلاء الموظفين الى الالتجاء الى المؤسسات الخيرية والوقوف في صف طويل من اجل ان يستحصل على لقمة غذاء.
وبلغت المناكفه حدا بين الرئيس المختل عقليا والديمقراطيين ان بيلوسي ابلغته بان عليه ان يتدبر أمره ومحاولة العثور على طريقة اخرى لالغاء الخطاب الرئاسي المقرر في 29 من الشهر الحالي لان ابواب قاعة مجلس النواب سيجدها مغلقة امامه في ظل أزمة الاغلاق الحكومي الا ان الرد من ترامب جاء سريعا من انه لن يسمح لها باستخدام طائرة رسمية كما جرت العادة في رحلات اعضاء الكونغرس لتقوم بزيارتها لكل من بلجيكا ومصر وافغانستان.
وقرار ترامب هذا واجه انتقادات من الجمهوريين قبل الديمقراطيين حسب ما جاء على لسان ليندرسي غراهام وعلى صفحات تويتر ان "رد ترامب غير ناضج ولا يستوجب الرد عليه".
وقد اثار الخلاف بين بيلوسي وترامب مخاوف في الوسط السياسي الاميركي لان العملية السياسية سينالها التاكل فيما اذا استمر هذا التناحر الى فترة اطول معللين الامر انه ليس في الساحة الاميركية اليوم اية بدائل او حلول او كوابح لهذا الاشتباك السياسي.
وقد اثارت الازمة الداخلية الاميركية مخاوف الكثير من المراقبين من ان يذهب ترامب الى فتح جبهات أخرى بهدف التمويه وصرف الانظار والاضواء عن المزيد من متاعبه التي يعاني منها والضغوط الكبيرة بسبب سياسته الهوجاء.
وكما يقال الحمد لله ان جعل اعداءنا من الحمقى لان الواقع الاميركي الحالي يعكس لحظة سياسية هزيلة بخطابها ومبهمة في توجهاتها بحيث لفتها الحيرة وانتظار اللحظة التي كيف يخرج فيها ترامب من النفق والذي لا يبدو قريبا.
وفي نهاية المطاف لابد ان نشير الى ان وكما اجمع عليه كل المراقبين الذين يتابعون سياسة ترامب التي لاتستند على اية ضوابط سواء على المستويين الداخلي الاميركي والعالمي أوصلته الى حالة فقد فيها اعصابه من خلال قراراته الغير متزنة والتي تتغير بين لحظة واخرى بحيث ضاق العالم ذرعا بهذا السلوك بحيث وصلت فيه القناعات من انه لابد من ابعاده عن سدة الحكم وبأي ثمن كان .