طائرات التحالف ساعدت أنقرة و"داعش" وأرسلت سلاح بالخطأ.. أي خطأ يا واشنطن تقترفين؟!
خطأ وراء آخر، وجريمة تتبعها الجريمة، هو كل ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها، وجديدها اليوم، أن أوصلت عن طريق الخطأ السلاح المدعوم منها إلى "داعش" في عين العرب بدل الأكراد المنتظرين لدعم، فأي خطأ يا واشنطن تقترفين، هل هذا يعني
أنّ التحالف الدولي قد أدرك خطر سقوط كوباني بيد الخطر "الداعشي" فاستبدل تدخله البري على الأرض بإلقاء شحنات الأسلحة للمقاتلين الأكراد، إلا أن مسلحي "داعش" استولوا على قسم منه؟ من الممكن أن تكون هذه الرواية هي الدارجة على لسان المتحالفين؟
على الضفة الأخرى، لا يزال حلفاء واشنطن من ترك وغيرهم على ما يؤكدون عند حدود رفض التعاون بوجه الإرهاب، وشروطهم حول المشاركة في التحالف لا تزال محفوظة، فماذا اليوم يفعلون والسلاح "الحلفاوي" وصل إلى أيادي "الدواعش"، لابد لرجب طيب أردوغان ومن معه، من إرسال بطاقة شكر إلى واشنطن، التي ساعدتها في دعم "داعش" بدلاً من محاربتها.
لكن أياً كانت التوصيفات، يبقى هناك حقيقة لا مناص منها، وهي أنّ الحكومة التركية في مقاربتها للمسألة الكردية في الداخل التركي وخارجه، لا تزال متخبطة إلى حد كبير، يضاف إلى ذلك، حيرة في أمرها، جعلتها حتى اليوم لا تستطيع اتخاذ موقف واضح، من محاربة "داعش"، فهي ترى أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يدافع عن عين العرب، بمفرده، ما هو إلا جزء لا يتجزأ من حزب "العمال الكردستاني" وبالتالي لا تستطيع أن تكون معه في خندق واحد، وهو ما جعلها تحجب المساعدة عن كوباني طوال الفترة الماضية، لكن في الوقت ووسط الوضع المتأزم بينها وبين قوات التحالف الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، ألا تعني المساعدة الأمريكية التي قدمته عبر طائرات التالف للـ"الدواعش" محاولة إقناع لتركيا واسترضاءها، عبر تحقيق أحد شروطها من أجل الدخول في التحالف، وهو مساعدة "داعش" في وجه صمود أهالي عين العرب؟، كيف لا، وسط عدم وجود تصريح واضح ومباشر من استخدام قاعدة "أنجرليك" الجوية التركية من قبل قوات التحالف، رغم تأكيد مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، أن تركيا تعهدت السماح لبلادها ولأعضاء التحالف باستخدام القواعد والأراضي التركية وقاعدة أنجرليك، وبالتالي يتضح الأمر، المساعدات الأميركية لـ"داعش" مقابل استخدام القاعدة التركية، وبالتالي يكون مبرراً ما تردد في العديد من وسائل الإعلام، حول وجود اتفاقاً جديداً حول قاعدة انجرليك، واتفاقاً آخر على تدريب "المعارضة السورية المعتدلة"، حيث تقول الوسائل إنّ أنقرة بدت مستعدة للتعاون وجاهزة لتدريب ألفي مقاتل من التركمان السوريين من منطقتي دمشق وحلب، حيث ستختارهم الاستخبارات التركية بحسب مواصفات معينة، تتمحور حول مبدأ إسقاط الحكومة السورية كمهمة محددة، ليرسم من بعد ذلك رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو حدود المنطقة العازلة من ساحل المتوسط إلى القامشلي، ويطالب بضرورة استعجال الأمم المتحدة من أجل إقامة هذه المنطقة وإقامة منطقة حظر جوي، في منطقة حلب، على أن تضم إدلب على الحدود مع تركيا، شمال اللاذقية، الحسكة، كوباني وجرابلس، ويصر على قول إن المنطقة التي تريدها تركيا ليست عسكرية، بل إنسانية، وبعد سلسلة من الرفض التركي لمساعدة الأكراد في عين العرب، والذي قدر عددهم بالآلاف عالقين على الحدود، وفجأة، وبين ليلة وضحاها، أعلنت أنقرة، سماحها للمقاتلين الأكراد من البيشمركة بالدخول إلى كوباني عبر الأراضي التركية، لتكون الخلاصة أنّ التغيير في الموقف التركي يثير التساؤل عن الخطأ الذي اقترفته واشنطن بالسلاح الذي ألقته إلى "داعش"، ويدفع إلى العديد من الاستنتاجات حول طبيعة عمل غارات التحالف وطائراتها.. الإجابة مرسومة باتجاه رحلات غارات التحالف وهداياها!!
عربي برس