اميركا واحة طمس الحريات والمعتقدات
بعد ان انتشر خبر الاعتقال التعسفي وغير المبرر للصحفية الايرانية الاميركية الاصل "مرضية هاشمي" من قبل السلطات الاميركية سادت موجة من الاعتراضات والتنديدات في الاوساط الاعلامية العربية والاسلامية التي طالبت بالافراج عنها فورا لكن ما كان لافتا هو الصمت المطبق للاوساط الاعلامية الغربية والاميركية حيال هذا الاعتقال اللامسؤول لصحفية لم ترتكب اي جرم ولم يوجه لها اي اتهام محدد في وقت ان هذا الاعلام ملئ الدنيا ضجيجا واستنكارا وكان بحق اتجاه ما ارتكب بحق الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وما يؤسف له ان القضاء الاميركي وبعد ستة ايام من اعتقالها يكسر صمته ويعلن القاضي "بيريل هاول" انه اصدر امر الاعتقال بطلب من وزارة العدل في اول تاكيد رسمي اميركي لاعتقالها واللافت في الامر ان ما ذكره القاضي يدلل على انه لا يمتلك اية دلائل على امر الاعتقال بل برر ذلك بانه بطلب من وزارة العدل وهنا برهان ساطع على ان القضية مسيسة وليست قضائية. وقد افاد مصدر مطلع ان مرضية هاشمي العاملة بقناة "برس تي في " الايرانية مطلوبة "لاداء شهادة في تحقيق اتحادي لم يكشف عن طبيعته".
اي قانون غاب هذا الذي يحكم الولايات المتحدة الاميركية التي تدعي زورا وبهتانا انها مهد الحرية وحامية حريات التعبير وحقوق الانسان والديمقراطية وما شابه ذلك من المفردات البراقة اتي تدغدغ المشاعر الانسانية. السؤال الذي يطرح نفسه وفق اي قانون او مسوغ يسجن الشاهد، هل سمع انسان قبل هذا وحتى في الدول المتاخرة والمستبدة ان يسجن شاهد لست ايام من اجل الافادة بشهادته ومن ثم يعاد للسجن ثانية.
كيف تريد الولايات المتحدة الاميركية وقضائها تبرير هذه العملية البربرية التي تفوح منها رائحة التسيس العفنة، وما يؤكد ذلك كيفية الاعتقال الوحشية التي قام بها جهاز الاستخبارات الاميركية "الاف بي اي" في مطار "سانت لويس" التي كانت تشبه حالة الاختطاف وما تلته من ممارسات غير انسانية على حريتها وحتى معتقداتها في نزع حجابها عنوة وكذلك الضغط عليها لتناول لحم الخنزير المحرم، يدلل بوضوح على الانتهاك الصارخ للحريات ولابسط مبادئ حقوق الانسان في بلد الحريات المزعومة لكن هذه التصرفات الموثوقة تؤكد بما لا يقبل الشك ان اميركا ورئيسها ترامب الذي وظف كل امكانات بلده للدفاع عن المجرم السفاح بن سلمان الذي ارتكب ابشع قتل في التاريخ بحق الصحفي قاشقجي، طبيعي ان يضرب عرض الحائط حرية المعتقد وحقوق هذه الصحيفة الشريفة والمستقلة التي تعارض السياسات الاميركية العنصرية.
والامر الاخر الذي يدلل على ان اعتقال واشنطن للصحفية هاشمي نابع من دواعي سياسية مشبوهة هو استجواب ابنائها ايضا لامر مبهم يشم منه روائح اخرى للعب على قضايا تؤرقها غير ان طهران تحذر من هذه اللعبة القذرة وتطالب الادارة الاميركية بالافراج عنها فورا والا ان نهاية اللعبة لن تكون بيدها".