لتحترم أميركا سيادة العراق والا...
مهدي منصوري
استطاعت قوات الحشد الشعبي بالامس ان توقف الجيش الاميركي عند حده لكي لا يتمادى في غيه وليعلم بان الارض العراقية لم تكن له في يوم من الايام ساحة مفتوحة يفعل فيها ما يشاء. وقد ذكر قائد عمليات الحشد الشعبي في قاطع الانبار ان القوات الاميركية انطلقت بجهد استخباري مريب لاستطلاع المواقع والمراكز الحساسة للحشد الشعبي الا ان الموقف القوي والصلب لهذه القوات قد اوقفتها عند حدها بحيث اجبرها على المغادرة والفرار من المنطقة والعودة الى مواقعها. وبنفس الوقت ارسلت تهديدا شديد اللهجة لواشنطن من عدم تكرار مثل هذه التصرفات مرة اخرى لان العراق لم ولن يكون ضيعة تابعة لها .
واشار المراقبون ان موقف الحشد البطولي هذا اعطى رسالة واضحة للقوات الاميركية بان لا تتجاوز حدودها وان تبقى حبيسة معسكراتها وان الارض العراقية محرمة عليهم هذا من جانب، و من جانب آخر عكس موقف الحشد الشعبي الموقف الوطني للعراق والعراقيين وهو الحفاظ على سيادة واستقلال بلادهم وعدم السماح لاي قوة وقدرة كانت ان تخدش هذه السيادة. ما يفرض على القيادة العسكرية المشتركة ان تقوم بدورها الفاعل في مراقبة تحركات القوات الاميركية التي تسللت الى بعض القواعد العسكرية وان لا تخدش سيادة البلد.
والمعلوم للجميع وحسب الاعراف والمواثيق الدولية ان تواجد قوات خارجية في اي بلد كان ومن دون موافقة حكومته تعتبر قوات غازية ومعتدية، وان يتعامل معها ضمن الاطر المتعارف عليها حتى لو وصل الامر الى مواجهتها بالقوة لان اي تحرك لهذه القوات خارج اطار قواعدها يعد استهتارا صارخا وانتهاكا فاضحا بسيادة واستقلال البلد وشعبه.
ولذا فان على الحكومة العراقية وكل القيادات السياسية العراقية ان تقف موقفا وطنيا امام الانتهاكات الاميركية. وان لا تسمح باي حال من الاحوال ان يصل الامر الى خلق حالة من الفوضى والاضطراب والذي يمثله بوضوح تواجد هذه القوات والتي جلبت الويلات على العراقيين عامي 2005-2006 من خلال دعم المجاميع الارهابية المسلحة لايجاد صراع طائفي وعرقي بفتح الابواب امامهم للقيام بعمليات ارهابية وبصورة متنامية في مناطق ذات الاغلبية الشيعية تاره واخرى ذات الاغلبية السنية محاولة لفتح الابواب نحو الاقتتال الداخلي الذي يعد وسيلة سهلة لفرض هيمنتها وسيطرتها تحت ذريعة اعادة الامن الى البلد.
واليوم وبعد ان هزم العراقيون بقواتهم المسلحة وقوات الحشد الشعبي الارهاب المدعوم اميركيا والذي سلب الذريعة الاميركية من استمرار تواجدها، عليهم ان يقفوا صفا واحدا امام التدخل الاميركي السافر والذي جاء على لسان المتهور بومبيو بالطلب من البرلمان العراقي اي من نواب الشعب العراقي ان لا يناقشوا موضوع خروج القوات الاميركية المعتدية من العراق لانه ستسبب لهم الكثير من المشاكل كما صرح بذلك.
واخيرا فان الشعب العراقي لايمكن ان يصبر على هذه الانتهاكات ولايمكن ان يستسيغ النظر اليه بعين العبيد من قبل الاميركان، لانه وبوجود صمام الامان المرجعية العليا فان التواجد الاميركي لن يستمر وجوده على الارض العراقية وانه سيغادرها مرغما ان لم يكن اليوم فغدا.