لابد من ردع قاصم يلجمه
الاعتداء الصاروخي الآثم الذي نفذه الكيان الصهيوني مساء امس الاول على الاراضي السورية هو احدث هجوم فاشل تنفذه الطائرات الاسرائيلية لكن هذه المرة ليس عبر الاجواء اللبنانية التي بل اتت من منطقة "صبح الجليل" لتطلق عدة صواريخ باتجاه محيط دمشق الا ان وسائط الدفاعات الجوية السورية الساهرة على امن الشعب كانت في منتهى الجهوزية حيث تصدت فورا للصواريخ المعادية واسقطت معظمها ولم يحصد العدو الاسرائيلي من هذا الهجوم الصاروخي سوى اصابة احد المستودعات في مطار دمشق الدولي.
ان ما جرأ العدو الصهيوني الغادر على تنفيذ مثل هذه العمليات ظنه بانه يستطع كسر الارادة السورية بسبب انشغالها في محاربة الارهاب وتمشيط الساحة السورية منه كاولوية ملحة لتدعيم الجبهة الداخلية اولا ومن ثم التفرغ للمواجهة الشاملة مستقبلا وفي اطار تصدى محور المقاومة والتي قد تكون المواجهة الاخيرة مع "اسرائيل" وشطبها من الخارطة.
ان الاعتداء الصاروخي الاخير لم يكن الاول من نوعه فقد سبق ان قام الكيان الصهيوني الشهر الماضي باعتداء مماثل من الاجواء اللبنانية على سوريا في اطار سلسلة اعتداءات تكررت سابقا لكن يقظة رجال المضادات الجوية السورية وحزمهم في التصدي اسقط معظم الصواريخ المعادية وافشل مهماتها بشكل مدوي.
لكن السؤال المطروح لماذا يواصل العدو الصهيوني هجماته الجوية والصاروخية الفاشلة ضد سوريا في وقت يدرك انه لن يستطيع استثمار ذلك سياسيا لكنه مجبر على ذلك لما يؤرق الكيان الصهيوني ومجتمعه ونتنياهو بالذات الملاحق بالفساد بسبب تعاظم محور المقاومة وانتصاراتها المتلاحقة على الساحة السورية واخيرا الانسحاب الاميركي من سوريا وتداعياته الكارثية المدوية على "اسرائيل" كل هذه الامور تدفع بالقادة الصهاينة ليقوموا بضربات محدودة لحرف انظار المجتمع الصهيوني وطمئنته وكذلك ارسال رسائل الى الغرب والدول العربية المتصهينة بان سلاح الجو "الاسرائيلي" لازال فاعلا ويستطيع ان يوفر الحماية لكيانه هذا من جهة ومن جهة اخرى يريد نتنياهو وعبر سياسته العدوانية ان يوحي الى المجتمع "الاسرائيلي" بانه سيد الامن والاستقرار وهو من يستطيع ان يقود كيانه في المرحلة الحالية ليتخلص من تبعات ملفات الفساد التي تلاحقه.
فالقيادة الصهيونية تجد نفسها مضطرة للقيام بمثل هذه الاعتداءات بهدف رفع معنويات المجتمع الصهيوني الذي صدم باكثر من نكسة موخرا نتيجة للتطورات الكبيرة التي شهدتها المنطقة بدء بانتصار سوريا التي تطوي فصوله الاخيرة وكذلك هزيمة الجيش الاميركي من سوريا والذي كانت "اسرائيل" تعول عليه كثيرا لحماية امنها.
لكن لا ننسى ان الهدف الاخر للعدو هو التشويش على سوريا وشعبها من خلال زعزعة الاستقرار والامن فيها، لكن بالتأكيد يخطئ في حساباته لان مثل هذه الاعتداءات الغاشمة لن تزيد الشعب السوري الا اصرارا وايمانا بنهجه في مقاومة العدو والتصدي لاعتدائاته ودحرها.
واذا ما تمادى العدو الصهيوني في اعتدائاته الوحشية ضد سوريا لاحقا فعلى محور المقاومة ان يغير من ستراتيجية الضربة المحدودة مقابل الضربة المحدودة لان مثل هذا العدو الغادر والمتوحش لا يفهم سوى لغة القوة فالاجدر بمحور المقاومة ان يتعامل معه بشكل حاسم ورادع حتى لا يتجرأ مستقبلا من تكرار اعتداءاته الظالمة.