"واشنطن بوست": بن سلمان على اتصال منتظم بالقحطاني وحملة القمع السعودية مستمرة
وكالات:- بعد مائة يوم على جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، تستمر آلة القمع السعودية بالعمل بأعلى وتيرتها، ويواصل ولي عهد المملكة محمد بن سلمان الدفع قدماً بحملة قمع المعارضين، كما أنه لا يزال على اتصال منتظم بسعود القحطاني، مستشاره الإعلامي، والمتهم بأنه العقل المخطط والمدبر للجريمة.
هذا ما كشفته مصادر مطلعة سعودية وأميركية، لصحيفة "واشنطن بوست"، يوم الجمعة، والتي نقل كاتب التقرير، ديفيد اغناشيوس، عنها، تأكيدها أن بن سلمان، وبدلاً من تغيير سلوكه المندفع، أو إظهار إشارات بأنه تعلم الدرس من تداعيات قتل خاشقجي، كما كانت تأمل الإدارة الأميركية، يواصل كما يبدو أسلوب حكمه الاستبدادي، والحملة القاسية التي يشنها بحق المعارضين.
وقال مصدر أميركي، التقى أخيراً ولي العهد السعودي، إن الأخير يشعر في الداخل بثقة كبيرة، وبأنه يسيطر على زمام الأمور"، موضحاً أنه "طالما أن قاعدة بن سلمان بأمان، فإنه متأكد من أن لا شيء بإمكانه أن يلحق الأذى به". ورأى مصدر بريطاني يعتبر من أكثر المصادر البريطانية المتابعة للشأن السعودي خبرة، أن بن سلمان "لم يتأدب أبداً مما حصل. وهذا أمر مقلق للحكومات الغربية".
وبحسب المصادر الأميركية والسعودية، فإن "ام بي إس"، وهو اختصار لمحمد بن سلمان الذي يطلق عليه في الغرب، لا يزال يتواصل مع سعود القحطاني، ويطلب استشارته. وقال مصدر سعودي إن الأخير عقد أخيراً أيضاً اجتماعاً في منزله بالرياض بنائبيه الكبيرين العاملين في مركز الدراسات وشؤون الإعلام التابع للقصر الملكي السعودي، والمركز الذي كان يديره حتى وفاة خاشقجي. وبحسب المصدر كذلك، فإن القحطاني قال لمساعديه السابقين خلال اللقاء: "لقد ألقي باللوم عليه، واستخدمت ككبش فداء".
ورأى المصدر الأميركي الذي التقى أخيراً محمد بن سلمان، أن القحطاني "يمسك الكثير من الملفات، ولذا فإن فكرة أن يحدث قطع معه بشكل راديكالي غير واقعية". وقال مصدر سعودي مقرب من دائرة الحكم، إن على القحطاني إنهاء ملفات كان يعمل عليها، أو تسليمها".
ورأت "واشنطن بوست"، أن أحد المؤشرات على أن بن سلمان لم يبدل في تكتيكات التشهير بالمعارضين والتي يلجأ إليها حكمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي التكتيكات التي أرسى قواعدها القحطاني، تمثل في حملة شرسة على هذه الوسائل ضد الصحافي خاشقجي والمعارض السعودي عمر عبد العزيز، المقيم في كندا.