الفقاعة الاميركية !!
الارباك الذي تعيشه الادارة الاميركية اليوم بعد قرار اوباما بتشكيل تحالف دولي لمحاربة داعش والذي مضى عليه اكثر من شهرين ولم تستطع بعد اقناع العالم بجديتها في هذا المجال، مما أخذت تصدر التصريحات سواء في الداخل الاميركي او حتى ضمن الدول التي اعلنت تحالفها معها في هذا المجال، بحيث اشارت الانباء ان عقد هذا التحالف سيؤول الى الانفراط من خلال اختلاف وجهات النظر في كيفية وصيغة الاساليب المتبعة أو المتوقعة في مواجهة داعش، وكانت الكثير من الاوساط السياسية و الاعلامية قد اشارت ان هذا التنظيم الذي نما و ترعرع تحت رعاية واشنطن و حلفائها في المنطقة، والذي كان الهدف من انشائه واضحا للجميع وهو خلق حالة من الفتنة و تمزيق الصف الاسلامي، وقد اكد ذلك بالامس أحد جنرالات البنتاغون بالقول "ان تنظيم داعش لم يكن ارهابيا بل انه لتوسيع شقة الخلاف بين الشيعة والسنة"، اذن فان داعش قد استخدم الارهاب الاهوج وسيلة لتمزيق وحدة الامة وهو ما تسعى اليه واشنطن والدول الحليفة من اجل اضعاف قدرة المسلمين ولا غير.
الا ان الضربات المتلاحقة التي نالت هذا التنظيم بحيث لم يعد له القدرة على الاحتفاظ بشيء على الارض، يعكس هشاشة هذا التنظيم وضعفه، وما التهويل الاعلامي الذي يجعل من هذا التنظيم مخيفا ومرعبا فان الهدف من ذلك معروف ومقصود وهو زرع روح الرعب والخوف والقلق لدى الشعوب من اجل ان لاتقاوم هؤلاء القتلة.
ولذلك جاء تصريح سيد المقاومة السيد حسن نصر الله بالامس والذي اكد فيه "ان هذا التنظيم الا حمق ان وطأت أقدامه أرض لبنان فان المقاومة ستكون له بالمرصاد وستقطع هذه الاقدام "، مما يعكس قدرة ابناء المقاومة على تلقينه درسا قاسيا وبليغا والضربة التي وجهتها اليه في البقاع وعلى الحدود السورية لخير دليل على ذلك.
لذلك فان واشنطن وخاصة الرئيس الاميركي اوباما يعيش اليوم في حالة من الارباك وعدم القدرة على التركيز، بحيث ادرك ان فرص الاعتماد على داعش من اجل تحقيق اهدافه المشؤومة باتت مستحيلة، لما يواجهه هذا التنظيم من رفض اينما حل وارتحل، اذن فان الفزاعة الاميركية لم تعد اليوم تخيف او ترعب احدا وان هذه الفقاعة قد تم افراغها من محتواها الخاوي.
وفي نهاية المطاف والذي لابد من الاشارة اليه وهو مااتضح للمراقبين هو ان واشنطن اليوم اصبحت رافعة راية حماية الارهاب ودعمه، وليست محاربته، وهو الذي ادركه العالم وبوضوح، ولذلك فان الشماعة التي كانت تعتمد عليها في معاداة الدول ومحاربتها قد سقطت وفقدت تأثيرها، وانعكست صورة جديدة كادت واشنطن ان تخفيها الا وهي ان دول المقاومة والتي تمثلها ايران وسوريا ومن تحالف معها من قوى المقاومة في المنطقة والعالم، هي القوى الوحيدة والاساسية والفاعلة في مواجهة الارهاب اينما حل، وبذلك تتمكن من اسقاط الذريعة الاميركية، بل ان محور المقاومة وبصموده الرائع امام الهجمات الارهابية تمكن ان يعري للعالم تلك الوجوه الكالحة التي اخذت من الارهاب وسيلة قذرة لتحقيق أهدافها المشؤومة ضد الشعوب، وهذا الامر يمكن ان يوضع او يضاف في سلة الانتصارات التي حققها هذا المحور من قبل على واشنطن وذيولها في المنطقة.