العراقيون سيقطعون يد التمزيق الخفية
مهدي منصوري
الخلاف الذي وقع بين العصائب والحكمة ووصل فيه الى حد التناوش وكاد ان يصل الى الشارع امر خلق حالة من القلق والارباك في الوسط العراقي على العموم والشيعي على الخصوص، لان الذي جرى والذي خرج عن العرف والرابطة الاخوية دفع ببعض المراقبين للشأن العراقي الاعتقاد بأن هناك يدا خفية تعمل في الظلام أججت وأشعلت هذه الفتنة والتي بذلت اميركا بالدرجة الاولى ومن ورائها السعودية وبعض دول الخليج الفارسي المزيد من الاموال والجهود للوصول الى هذه المرحلة من الصراع الشيعي ـ الشيعي، خاصة بعد أن أفشل العراقيون بوحدتهم وتماسكهم اغلب المؤامرات طيلة الخمسة عشر عاما والتي تعددت اشكالها والوانها وطرقها، وبطبيعة الحال فان انتصار الشعب العراقي على "داعش" بفضل الفتوى التأريخية للمرجعية العليا التي حشدت كل الطاقات وجعلت منها صفا واحدا ضد الغزو الداعشي الظالم، امر لايمكن وبأي حال من الاحوال ان يرضي الذين صنعوا "داعش" وقدموا له ما يريد من اجل تفكيك وحدة الشعب للوصول الى تقسيم البلد على اساس عرقي ومذهبي.
ولما كانت خسارة اعداء العراق والعراقيين كبيرة وفادحة بحيث اقلقتهم ولم يقر لهم قرار بحيث اخذوا يفكرون في افتعال ازمة جديدة تستهدف الصف الشيعي الواحد لايجاد شرخ للدخول منه وتحقيق اهدافهم المرجوة.
ومما يؤسف له وجدنا ان بعض الاطراف الشيعية اخذت تتناسى او تتغافل عن انحيازها عن الطريق الاساس الذي اختطته بسبب العديد من العوامل والتي لا مجال لذكرها بحيث وقعت فريسة بيد العدو ومن حيث تدري ولا تدري بالقيام ببعض التصرفات التي توحي ان هناك في الامر شيء ما يحتاج الى اجابة واضحة.
وهنا جاء دور عقلاء القوم الذين ادركوا خطورة المرحلة وخطورة المخطط الاميركي ـ الصهيوني ـ السعودي على العراق ولكي لايتركوا الامور تسير بالاتجاه الذي يريده اعداء العراق، فانهم وحرصا على وحدة العراق ارضا وشعبا شمروا عن سواعدهم وبصورة حازمة وسريعة لتطويق هذه الفتنة واخمادها في مهدها وذلك من خلال اللقاء والحوار التشاوري الذي ضم شخصيات سياسية وقيادات الحشد الشعبي التي جمعت الطرفين المتنازعين وتمكنت من ان تصل الى حل يرضيهما، وبذلك فانها سجلت موقفا وطنيا مشرفا واستطاعت ان ترسل رسالة لكل الذين لايريدون للعراق الاستقرار والازدهار من خلال خلق الازمات انهم لايمكن لهم ان يحققوا اهدافهم لان العراقيين مازالوا ولايزالون وسيبقون أخوة متحابين تجمعهم الروح الايمانية والوطنية العالية وان العواصف مهما كانت كبيرة وقوية لايمكن ان تعصف بهم او تجعلهم يخنعون او يرضخون لها، واثبتوا انهم الصخرة الصلدة القوية التي تتحطم عليها كل آمال المعادين والحاقدين، وان العراقيين الذين قطعوا دابر الارهاب فانهم مستعدون لقطع أي يد أجنبية أو داخلية تريد النيل من وحدته أرضا وشعبا.