kayhan.ir

رمز الخبر: 88592
تأريخ النشر : 2019January11 - 20:43

البيت الابيض وجوقة المهرجين


الهدف الاساس من الجولة الحالية التي يقوم بها بومبيو وزير الخارجية الاميركية الى دول المنطقة هي لحماية أمن "اسرائيل" اولا واخيرا لان قرار الانسحاب الاميركي من سوريا شكل اكبر كارثة لها وهذا ما انعكس في وسائل الاعلام الصهيونية واوساطها لدرجة وصفوا الانسحاب بالزلزال الذي هز المنطقة لذلك سرعان ما اضطرت اميركا ان توفد مبعوثين الى المنطقة من اجل وقف تداعيات هذا الحدث على الكيان الصهيوني الذي بات يعاني من حصار وعزلة غير مسبوقة خاصة وان "صفقة القرن" في طريقها الى الهاوية.

وما صرح به بومبيو في القاهرة هو اساسا لاحتواء تداعيات الانسحاب المذل الذي حمله لاعلان الحرب على ايران وحزب الله لكن ذلك لا يخرج عن اطار الحرب النفسية وفي نفس الوقت يدل بوضوح على مدى التخبط والارتباك الاميركي جراء قرار الانسحاب الذي لامناص منه لكن ما يسعى اليه لتشكيل تحالف استراتيجي جديد مع دول المنطقة واستخدامها كادوات هو لطمأنة الكيان الصهيوني والحد من انهياره وهو يعلم قبل غيره الى اين انتهى مصير "ناتو العربي" حتى يدشن هذا المشروع الفاشل سلفا.

لقد شاءت الاقدار ان تصل اميركا الى هذا المستوى من الافلاس والحضيض بوصول ترامب بصفته الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الاميركية بان تنفد ما في جعبتها من استراتيجيات قذرة وقهرية لاحتواء العالم والهيمنة عليه لذلك لم يبق امام المؤسسة العميقة في اميركا الا ان تستخدم استراتيجية جديدة لم تعهدها من قبل وهو الاتيان برئيس يتظاهر بالجنون عسى ان تستطيع مواصلة مشاريعها الاستكبارية في الهيمنة والابتزاز بهذه الوسيلة الحمقاء وهذا لم يتوقف عند الرئيس وحده فقد احيط به شلة من المهرجين الحمقى ومن الطراز الاول لتكتمل الصورة وهي ليس اقل حماقة من الرئيس نفسه حيث اكد بومبيو في القاهرة على مواجهة ايران وما قاله قبل ذلك من ان على ايران ان تتعلم حقوق الانسان من السعودية يدلل بما لا يقبل الشك على حماقة وبلاهة هذا الرجل في توصيفه للمشهد.

والنموذج الاخر لبلاهة جوقة المهرجين في البيت الابيض جون بولتون مستشار الرئيس ترامب الذي خطب في آخر مهرجان لزمرة المنافقين في باريس حين اعلن بوقاحة وحماقة بانه سيحتفل في اعياد الميلاد للعام 2019 في طهران.

فالتخبط والارتباك اللذان تمر بهما الادارة الاميركية الحالية تدلل بوضوح على مدى حماقة المسؤولين فيها واولهم الرئيس ترامب الذي عجن على الكذب والتهريج والتناقض الصارخ بين الاقوال والافعال وبات الاميركيون بمختلف شرائحهم وحتى داخل الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الرئيس يخجلون من انفسهم ولم تبق صفة سيئة الا ونسبوها له وآخر من كتب عن الرئيس وطبعا ليس الاخير "ماكس بوت" في صحيفة الواشنطن بوست بانه: "لا سياسة خارجية لاميركا في ظل رئيس بلا عقل" وما قاله بومبيو امس الجمعة في مقابلة مع "فاكس نيوز" بان "اميركا تخطط لتنظيم قمة دولية بشأن الشرق لاوسط وخاصة ايران الشهر القادم في بولندا يؤكد بما لا يقبل الشك فشل المشروع الذي حمله للمنطقة لمواجهة ايران وانه يريد هذه المرة جر دول العالم الى عقد مؤتمر هزيل يفضح بلاده لا اكثر كما حدث قبل عدة اشهر عندما دعت اميركا مجلس الامن الى عقد جلسة لمواجهة ايران عبر تهريجها وتأليبها لدول العالم على ايران لكنها فشلت وهزمت شر هزيمة في تلك الجلسة.