kayhan.ir

رمز الخبر: 88221
تأريخ النشر : 2019January04 - 20:53
مدعياً أنها سوريا قاحلة لا يريد البقاء فيها للأبد!!..

ترامب يقرّ بأن إنسحاب القوات الأميركية من سوريا سيكون في صالح ايران



* ديبكا: قاسم سليماني يشكل قوة عسكرية جديدة من ايرانيين وعراقيين وكوادر لحزب الله ليكونوا نواة عسكرية لمواجهة الجيش الاسرائيلي

*قرار ترامب بالانسحاب من سوريا وضع إسرائيل أمام مواجهة عسكرية مباشرة مع ايران وحدها في سوريا

* مسؤول صهيوني رفيع: ترامب ببساطة ليس مطلعا على ما يحدث في سوريا وعلى التمركز الايراني هناك

* غراهام: ترامب ملتزم بضمان عدم اشتباك تركيا مع "قسد" عقب انسحاب القوات الأميركية من سوريا

واشنطن - وكالات انباء:- ذكرت وسائل اعلام أميركية وغربية وصهيونية، أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب أقرّ مساء الأربعاء بأن قراره سحب القوات الأميركية من سوريا سيكون في صالح ايران، لكنه بدا غير مكترثاً وقال: إن الاخيرة "بامكانها أن تفعل ما تشاء" في هذا البلد، والذي وصفه بانه "صحراء قاحلة" لا يريد "البقاء فيها للابد".

وقد صدمت تصريحات ترامب هذه مسؤولي الكيان الاسرائيلي، تماما كما أكراد سوريا الذين تدعمهم واشنطن وباتوا يشعرون الان أنهم ضحية خيانة أميركية من شأنها تركهم لقمة سائغة لعدوين لدودين يتربصان بهم، وهما أنقرة ودمشق - حسب وسائل الاعلام.

ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن مسؤول اسرائيلي رفيع قوله إنه "من المحزن أن ترامب لا يصغي للتقارير الاستخبارية". مضيفاً إنه أصيب بالصدمة لتصريحات ترامب. وأضاف أن "ترامب، ببساطة، ليس مطلعا على ما يحدث في سوريا، وعلى التمركز الإيراني هناك".

ولم يحدد ترامب جدولا زمنيا للانسحاب المزمع من سوريا، الذي كان قد أعلنه الشهر الماضي متجاهلا مشورة كبار مساعديه للأمن القومي ودون تشاور مع المشرعين أو حلفاء الولايات المتحدة الذين يشاركون في العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ودفع قرار ترامب وزير الدفاع جيم ماتيس إلى الاستقالة.

وقال ترامب في اجتماع لأعضاء حكومته في البيت الأبيض إنه لم يناقش أبدا الجدول الزمني البالغ أربعة أشهر الذي ترددت بشأنه الأنباء لانسحاب 2000 جندي أميركي متمركزين في سوريا وسط معركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال ”سنخرج وسنقوم بذلك بذكاء. لم أقل قط إننا سنخرج غدا". ورفض أن يحدد الى أي مدى ستبقى القوات الأميركية في سوريا.

وبدا في الأيام القليلة الماضية أن ترامب يتراجع عن الانسحاب السريع للقوات وأكد أن العملية ستكون بطيئة. وقال على تويتر ”نعيد قواتنا ببطء الى الوطن ليكونوا مع عائلاتهم".

وكان السناتور الجمهوري البارز لينزي غراهام قد قال إنه خرج من اجتماع غداء مع الرئيس وهو يشعر بالاطمئنان بشأن السياسة تجاه سوريا.

وأبلغ غراهام الصحفيين بأن ترامب ملتزم بضمان عدم اشتباك تركيا مع قوات وحدات حماية الشعب عقب انسحاب القوات الأميركية من سوريا ويؤكد لتركيا حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي بأنها ستحصل على منطقة عازلة هناك للمساعدة في حماية مصالحها.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب فرعا للحركة الانفصالية الكردية في أراضيها وتهدد بشن هجوم على هذا الفصيل مما أثار مخاوف من وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين.

وقال ترامب: ”نريد حماية الأكراد بالرغم من ذلك. نريد حماية الأكراد لكنني لا أرغب في البقاء في سوريا للأبد. إنها صحراء قاحلة".

في هذا الاطار كشف موقع استخباراتي صهيوني أن تل أبيب بصدد التعاطي مع استراتيجية جديدة تجاه سوريا وإيران.

وذكر الموقع الاستخباراتي الإلكتروني العبري "ديبكا" أمس الجمعة، أن "إسرائيل" وضعت استراتيجية جديدة للتعامل مع ايران في القلب السوري، وذلك في أعقاب تغييرات اقتصادية وسياسية وعسكرية، فرضتها الإدارة الأميركية مؤخرا تجاه سوريا وإيران معا.

وأفاد الموقع الاستخباراتي بأن مقولة رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، حول محاربة بلاده لايران عسكريا، وبأن واشنطن تقوم بالدور نفسه، ولكن اقتصاديا، هي استراتيجية إسرائيلية جديدة تجاه ايران، في سوريا خصوصا، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه العموم، وهي استراتيجية أو توجه عسكري جديد، فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأورد الموقع الاستخباراتي الصهيوني أن الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا خلال السنوات القليلة الماضية، اعتمدت على ممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية واقتصادية من قبل الولايات المتحدة الأميركية ضد إيران، بالتوازي مع تواجد قوات عسكرية أميركية في سوريا، لمواجهة روسيا وايران وحزب الله اللبناني، ولم تتخيل تل أبيب أن تقرر واشنطن الانسحاب المفاجيء من سوريا، وتعرضها وحدها لمواجهة ايران في سوريا.

وأكد الموقع الاستخباراتي الصهيوني أن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا وضع إسرائيل أمام مواجهة عسكرية مباشرة مع ايران في سوريا، وحدها، وبأنه لا يمكن التأكيد على أن إيران خضعت للعقوبات الأمريكية الاقتصادية التي فرضها ترامب، مؤخرا، أو يمكن القول إن إسرائيل نجحت عسكريا في مواجهة ودحر القوات الإيرانية من سوريا، وإنما ما نتج عن ذلك مجرد إعادة انتشار للقوات الإيرانية في سوريا، بحيث يمكنها مواجهة الجيش الإسرائيلي.

وأضاف الموقع الوثيق الصلة بجهاز الموساد الصهيوني، أن الجنرال قاسم سليماني قائد يشكل قوة عسكرية جديدة من ايرانيين وعراقيين وكوادر لحزب الله ليكونوا نواة عسكرية يمكن من خلالها مواجهة الجيش الاسرائيلي، وبأن تلك القوات ستكون موالية تماما لايران، على أن تعمل في كل من سوريا ولبنان والعراق وقطاع غزة، لمواجهة أي تهديد اسرائيلي محتمل.

وأوضح الموقع الاستخباراتي الى أنه في حال استمرار رفض روسيا الموافقة على سماح القوات الجوية الإسرائيلية بالعمل في السماء السورية، كما سبق مع تركيا، فإن الوضع الأمني الإسرائيلي سيصبح في خطر، وبأنه على تل أبيب وضع استراتيجية جديدة للتعاطي مع إيران، في أعقاب مفاجأة ترامب بالانسحاب من سوريا.