kayhan.ir

رمز الخبر: 87953
تأريخ النشر : 2018December30 - 20:54

على تركيا مراجعة حساباتها


لازالت الزعامة التركية تدور في حساباتها المفرغة وتعيش عالم التمنيات والحلم بان يكون لها دورا مهما في القرار السوري القادم من خلال اراء سكان الشريط الحدودي واللاجئين السوريين لديها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية اضافة الى تواجدها في بعض المناطق السورية التي دخلتها باتفاق مع الجانب الروسي على ان تتركها مستقبلا لانها اذعنت كرارا ومرارا وآخرها جاء على لسان الوفد التركي الرفيع الذي زار موسكو قبل يومين بعضوية وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات واعلانه احترام السيادة التامة لسوريا ووحدة اراضيها والاتفاق مع موسكو وطهران للتصدي لكل المجموعات الارهابية في سوريا دون الدخول في التفاصيل والمصاديق، في وقت يعلم الجميع ان كل جهة من الجهات الاربع تختلف رؤيتها وتفسيرها للارهاب والارهابيين حيث تكون وحدات الشعب الكردي وغيرها ضمن التصنيف التركي للارهاب في حين ان موسكو وطهران تصنفان داعش والنصرة واخواتهما على انها مجموعات ارهابية ناهيك عن دمشق التي تضيف الى هؤلاء الارهابيين الجيش الحر والمجموعات التي تعمل تحت العباءة التركية في الشريط الحدودي. وفي ظل هذا التصنيف المتنوع كيف يمكن الخروج باتفاق مشترك للقضاء على القوى الارهابية في سوريا على ضوء ما اتفق عليه الجانبان الروسي والتركي.

يبدو ان الجانب الروسي استطاع ترويض الجانب التركي المرتبك الذي كان يطالب بعقد قمة مشتركة خاصة بعد دخول الجيش السوري الى منبج نتيجة رضوخ الاكراد لهذا الواقع وبالتالي منع اندفاعة القوات التركية صوب منبج الذي اسقطت احلام انقرة في كسب ورقة اخرى للتعامل معها مستقبلا.

لكن دمشق ومعها محور المقاومة لا تعول كثيرا على ما يجري على مائدة المفاوضات بالخروج بنتائج مرجوة وكذلك التشكيك بمدى جدية الجانب التركي لمحاربة الارهاب بقدر ما ترمي الاخيرة بكل ثقلها للتخلص من المجموعات الكردية المسلحة وما اتفق عليه منذ اشهر لتطهير مدينة ادلب من الارهاب خير دليل على ذلك وبقي هذا الاتفاق حبر على ورق أي كانت الاسباب سواء عجز الجانب التركي او عدم رغبته لتكلفته الباهضة او أي سبب آخر لا نريد الدخول في ذلك، لكن هذه التطورات تدفع القيادة السورية ومحور المقاومة أن يستمرا في نهجهما الميداني كما عملتا لحد الان في تحريرها للمزيد من الاراضي السورية خاصة وان سوريا اليوم هي في موقع متقدم وقوي سياسيا وعسكريا وهروب الاميركان من الاراضي السورية وزحف النظام العربي الرسمي اليها دلائل واضحة لانتصاراتها وهذا مما يحمل القيادة التركية ان تفكر مليا في التعامل مع الواقع الميداني والسياسي في سوريا خاصة السيادي على انه من المسلمات التي تدعمها المواثيق والقوانين الدولية وان ما اقدمت وراهنت عليه تركيا منذ تفجير الازمة السورية وحتى اليوم ذهب ادراج الرياح لذلك ينبغي عليها ان تراجع حساباتها.