عيسى قاسم شعلة لن تخبو
مهدي منصوري
كانت السلطات الخليفية تعتقد و باستخدامها ابشع الاساليب الاجرامية والتي تتنافى مع ابسط قواعد حقوق الانسان ضد الحراك الشعبي السلمي انها تستطيع ان تخمد وعلى اقل التقادير تخفف من شدة وطأته الثقيلة عليهم والذي كشفت مدى زيف الادعاءات الخليفية الكاذبة من خلال رسائل التنديد والاستهجان لمواقع التواصل الاجتماعي والصحف العالمية التي وضعت حكومة بني خليفة امام حالة ضغط كبيرة، ولكن وفي الطرف المقابل نجد ان كل الاساليب القمعية والاجرامية التي مورست ضد الحراك الشعبي من هدم الدور والمساجد والاعتقال العشوائي واستخدام الغازات السامة واعتقال القيادات البارزة وتجريدهم من وطنيتهم بسحب الجنسية عنهم وغيرها من الممارسات التي لا تنسجم مع ابسط قواعد حقوق المواطنة. والتي لم يعترف بها علنا وعلى الملأ وزير الخارجية البحريني الذي قال "نحن الذين نحدد موازين حقوق الانسان" ضاربا عرض الحائط كل الاعتبارات الانسانية والاخلاقية والدبلوماسية الدولية.
ان التصرفات الهوجاء التي مارسها الحكم الخليفي ضد ابناء الحراك لم تسعفه في الخروج من المأزق الكبير الذي يعيشه اليوم والذي بقي كامنا في النفوس الحانقة كالنار التي تحت الرماد وانه لابد ان تتقد مرة اخرى وبصورة قد لا يعطيهم الفرصة لانقاذ وضعهم الذي هم فيه اليوم، وخير مثال على ذلك هو انها وباجراءاتها التعسفية ضد مرجع الشيعة في البحرين الشيخ عيسى قاسم من خلال الحصار القاتل وسحب الجنسية لم تستطع ان توقف حركة الشعب البحريني الثورية، بل أوجدت لديهم حالة من الصمود الرائع الذي قل نظيره خاصة في محافظته على سلميته وعدم الانجرار للمزالق والافخاخ التي وضعتها حكومة بني خليفة لاخراجه من سلميته ليوجدوا ذريعة تسمح لهم بمزيد من الاجرام، وكذلك توقعت حكومة بني خليفة باخراج الشيخ عيسى قاسم من البحرين وارساله الى لندن للعلاج انها استطاعت ان تزيح صرحا كبيرا يمثل الصمود الرائع للحراك الشعبي وكابوسا خانقا كان داثما على قلوبهم، الا انها وبالامس القريب قد خابت آمالها خاصة عندما حظي الشيخ عيسى قاسم بلقاء المرجعية العليا في النجف الاشرف والذي اعطته زخما كبيرا ليس له فقط، بل لكل المريدين والمؤيدين له ان يندفعوا وبقوة نحو الاستمرار في مسيرتهم الظافرة وانتزاع حقوقهم المشروعة من حلقوم بني خليفة.
واخيرا فان الشيخ عيسى قاسم الذي اريد له ان لا يكون له دور رائد في قيادة الحراك الشعبي باخراجه من وطنه الام قد واجه الفشل الذريع لانه ظهر وبصورة القائد المنتصر خاصة بعد توجيهات المرجعية العليا التي اثبتت انها تقف مع المظلومين والمضطهدين والمستضعفين والتي طالبته ان يقوم بدوره الفاعل في الاستمرار بمسيرته الظافرة، وبذلك يمكن القول ان شعلة الشيخ عيسى قاسم التي اريد لها ان تنطفئ قد اخذت تتلألأ ومن جديد لتنير الطريق لابطال الحراك كما انها ستكون ناراً حارقة لكل الحاقدين و الظالمين.