اليمن في مجابهة الهيمنة الأمريكية!
احمد داوود
قطع السيد عبد الملك الحوثي قائد المسيرة القرآنية باليمن الطريق أمام السفارة الأمريكية لاختيار الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئيساً جديداً للحكومة، حين أعلن رفضه القرار سريعاً، معلنا أن الثورة الشعبية اليمنية لن تقبل بالوصاية أو التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي.
الاعتراض أربك بشكل كبير الرئيس هادي، والسفارة الأمريكية، وعلى الفور تراجعوا عن القرار، ليأتي بعد ذلك بأيام قرار جديد بتعيين رئيس جديد للحكومة اليمنية هو الدكتور خالد بحاح وفق إرادة الشعب وليس الإرادة الخارجية.
ويمكن القول إن هذا هو الموقف الأول الذي يسجل لليمن منذ عدة سنوات الذي يقف نداً ضد التدخلات الأمريكية السافرة، وهو تدخل جاء بعد ثورة شعبية كبيرة، لا نظير لها في تاريخ اليمن، غير وجه اليمن، وقضت على مراكز النفوذ الفاسدة، وفرضت الأمن من خلال اللجان الشعبية التي حملت على عاتقها أمن البلاد من أي مخاطر.
السيد عبد الملك الحوثي أوضح أن الشعب لا يمكن له بأي حال من الأحوال القبول بالهيمنة الخارجية إطلاقاً، وأن مسألة اختيار رئيس حكومة هي خاصة بالشعب اليمني وحده وليس بالسفارات الأجنبية أو الدول الخارجية، مشيراً إلى أن زمن الخضوع للخارج ولى وأن الشعب اليمني كريم وعظيم ولن يقبل بهذا القرار.
ترك السيد عبد الملك الحوثي للشعب اليمني أن يقول كلمته حول هذا القرار، داعياً الجميع للخروج في مسيرات حاشدة بصنعاء لإيصال رسالة للعالم بأن اليمن لن يقبل أي وصاية عليه بعد اليوم، وبالفعل استجاب الشعب وخرج بمسيرات حاشدة أثبتت للعالم أجمع أن القرار السياسي أصبح يمنياً بامتياز.
تراجع الرئيس هادي عن القرار، لكن أمريكا أرادت إيصال رسالة هامة للشعب اليمني، بأن الاعتراض على الوصاية والتدخلات الخارجية سيكون مصيره المزيد من الخراب والدمار لليمن، فكانت العملية الانتحارية في ميدان التحريروالتي أدت إلى استشهاد أكثر من خمسين متظاهراً سلمياً، نتجة اختراق انتحاري لصفوفهم وتفجير نفسه ، هذه العملية كانت رسالة واضحة لثورة الشعب من قبل أمريكا ا بأنكم ستدفعون ثمن هذا الاعتراض، وأن الإرهاب سيكون في مقدمة الأدوات التي سنحارب بها الثورة.
ويمكن القول إن الخارج وسيما أمريكا بالتحديد فهمت الرسالة جيداً، فالقادم سيزيحها تماماً عن التدخل في أي قرارات قادمة، كما سيمنع دول الخليج من التدخلات أيضاً، فالثورة الشعبية التي قضت على المبادرة الخليجية، وجعلتها من مخلفات الماضي، هي أيضاً قادرة على حماية القرار اليمني والوقوف بحزم ضد أي تدخلات أجنبية.
يبقى التحدي الأكبر على الثورة وشعبها هو في الإرهاب وأدوات أمريكا، فهم بالتأكيد لن يصمتوا تجاه هذه الصحوة الشعبية، وسيحرصون بشكل كبير على تأزيم الأمور، العمليات الانتحارية ستكون العنوان الأبرز لهم، لكن في ظل اليقظة الأمنية والاستخباراتية وتكاتف المجتمع، فالإرهاب يخبو حيثما يوجد الأمن، ويتلاشى ويختفي حين توجد الدولة القوية بأجهزتها ومخابراتها.