kayhan.ir

رمز الخبر: 87423
تأريخ النشر : 2018December21 - 21:21


مهدي منصوري

قرار ترامب بانسحاب قواته من سوريا اثار المزيد من التساؤلات والتكهنات بين المؤيدين والمعارضين لواشنطن، ففي الوقت الذي وصفته مجموعة الصراع الدولية {IEB} بالانسحاب المشروع الا انها قالت "انه سيطلق قوى متنافسة تتصارع لتحقيق الامتيازات "، وحذرت من ان" عدم وجود اتفاق مسبق متفاوض عليه يمكن ان يهدد بنود صراع متصاعد "، بينما صحيفة نيويورك تايمز وصفت قرار الانسحاب بانه "منفصل عن اي سياق استراتيجي واي سبب منطقي"مشيرة الى انه كلف وزير الدفاع منصبه واثار جدلا واسعا من قبل حلفاء واشنطن مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا.

ولا شك ان قرار ترامب المنفرد بسحب قواته من سوريا مثل تحولا كبيرا في السياسة الاميركية في المنطقة كما ادعت ذلك عدة وسائل اعلام اميركية وغربية، ولكن وكما يعتقد المراقبون ان الامر ليس كذلك بل ان الكثير من الاحداث الجارية تشير على الارض ان اميركا لا يمكن لها ان تستمر في بقائها سواء كان في سوريا او العراق وان انسحابها كان مسألة وقت ليس الا لان الاستراتيجية الاميركية في المنطقة المعتمدة على خلق الازمات ودعم المجاميع الارهابية وغيرها لم تعد ناجعة ولم تعط ثمارها ليس فقط لاميركا بل لكل الطامعين في هذه المنطقة، وبذلك قد كان من الواضح للجميع ان العزلة السياسية التي عاشتها وتعيشها الادارة الاميركية بسبب السياسة المنفردة الهوجاء لترامب والتي لا تستند الى اي من المعايير الانسانية والاخلاقية فضلا عن المواثيق الدولية لابد ان توصله لاتخاذ مثل هذا القرار.

اذن فان قرار ترامب باجلاء قواته من الارض السورية لم يكن طوعيا بل ان الادارة الاميركية وحسب المعطيات على الارض او شكت ان تصل الى قناعة ان المواجهة القادمة ستكون مباشرة معها وبالطبع فانها ستكون مكلفة الثمن وثقيلة عليها، لانها حتما ستفقد فيها الكثير من مصداقيتها في المنطقة والعالم خاصة فيما اذا انهزمت امام صمود الشعبين السوري والعراقي، بحيث يمكن ان تفقد المزيد من جنودها بين جثث هامدة ومعوقين ومصابين وغيرها، الا انه وفي الوقت ذاته لابد ان نذكر هنا ان ما اشارت اليه بعض الاوساط ان اميركا عندما تسحب قواتها ستدفع بها للاستقرار في كردستان العراق خاصة اربيل مما يشكل ذلك امرا خطيرا كبيرا قد تكون له اثار سلبية كبيرة ليس فقط على العراق بل على المنطقة برمتها، ولكن والذي لابد ان تدركه واشنطن ان مثل هذا القرار لايمكن ان يتحقق لان العراق لم ولن يكون يوما حديقة خلفية لاميركا لكي تفعل ما يحلو لها فيها، خاصة وان الاوضاع في العراق قد تغيرت عن سابقاتها وان الشعب العراقي الذي استطاع ان يطرد هذه القوات بمقاومته الباسلة والتي كلفت الاميركان اكثر من اربعة الاف قتيل اضافة للجرحى والمعوقين لايمكن ان يفتح صدره من جديد لان تدنس ارضه اقدام الجنود الاميركان العفنة".

وان المقاومة الاسلامية العراقية قد اكدت بالامس محذرة واشنطن بالدرجة الاولى من ان لا تقدم على هذه الخطوة لانه سيترك عواقب وخيمة عليها بالاضافة الى مطالبتها للمسؤولين في كردستان العراق ان لا يرتكبوا مثل هذه الحماقة ويسمحوا لاميركا ان تدخل من الشباك بعد ان اخرجتها المقاومة الباسلة من الباب.

واخيرا فان خروج اميركا من سوريا شكل وبما لا يقبل النقاش انتصارا كبيرا لمحور المقاومة وانكسارا وهزيمة كبرى لاولئك الذين وضعوا البيض في سلة اميركا كما يقولون من الدول الذيلية في المنطقة والعملاء في الداخل العراقي من سياسيي داعش وغيرهم.

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: