kayhan.ir

رمز الخبر: 8714
تأريخ النشر : 2014October19 - 21:08

وصمة عار بوجه الأرض

مازن حماد

تبدو "إسرائيل" لقراء المستقبل، عاجزة عن النجاة بجلدها إذا أصرت على الظفر بأرض لا تمتلكها. قد لا يكون الموقف خطيراً جداً بالنسبة لصناع القرار الإسرائيلي في اللحظة الراهنة، لكن اعتراف مجلس العموم الذي يمثل مشاعر ووجهات نظر غالبية قطاعات الشعب البريطاني، يعطي مؤشراً متعاظماً على صحوة ضمير تنتاب شعباً تآمرت حكومته في حقن الشرق الأوسط بدولة دخيلة أربك وجودها حياة الإقليم مما شرد الفلسطينيين وحرمهم من ثلاثة أرباع وطنهم، والربع الأخير على الطريق.

وإذا كانت خطوة مجلس العموم غير مدعومة من قبل حكومة لندن الحاضن الأول لإقامة الدولة العبرية في فلسطين، فإن نتيجة التصويت تكشف مدى الاستياء والغضب اللذين يجتاحان الشارع البريطاني تجاه كارثتين منظمتين لعرقلة الحل، وهما حرب الإبادة التدميرية على قطاع غزة، والتسارع غير المسبوق منذ ثلاثة عقود، في سرقة أرض الفلسطينيين بهدف توسيع الاستيطان اليهودي القاتل لحل الدولتين.

وبعد أن قال النائب "أوتاواي” رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم إن الاستيلاء على الضفة الغربية أثار حنقه أكثر من أي شيء آخر طيلة حياته السياسية، يصف الوزير السابق السير "ألن دنكن” بناء المستوطنات في الضفة الغربية بأنه وصمة عار عميقة في وجه الكرة الأرضية. وكان السير ألن على حق حينما قال إن أي سياسي يؤيد الاستيطان لا يعتبر مؤهلاً لخوض الانتخابات، أو مواصلة أي نشاط دبلوماسي، أو يحتل مقعداً في أي مجلس نواب.

كما لم يتردد السير ألن في وصف الدفاع عن سياسات "إسرائيل" الحالية، بأنه يوازي في خطورته رغبة البعض في تدمير الدولة العبرية.

ورغم ردود المجالس اليهودية في بريطانيا على السير ألن، ووصفه كغيره من منتقدي "إسرائيل" الموضوعيين بمعاداة السامية، فإن شمس الصباح التي بدأت بحرق غربال لندن، وغرابيل ستوكهولم وباريس وروما وغيرها من العواصم الغربية المدركة للحقيقة والمتوجهة نحو الإقرار بها، ستعم المنطقة في النهاية، رغم ما يعتريها من توترات وتغيرات مرعبة، تظن مدارس فكر يهودية مضللة، أنها ستصب في مصلحة "إسرائيل".